فلسطين في لقاء العَلمين

فلسطين في لقاء العَلمين

فلسطين في لقاء العَلمين

 عمان اليوم -

فلسطين في لقاء العَلمين

بقلم:بكر عويضة

ثلاثة وثلاثون عاماً تمر اليوم على واحد من أسوأ أيام كوارث انقسام العرب في ما بينهم، على نحو يجلب الضرر عليهم قبل غيرهم. لن يغيب عن «كل لبيب بالإشارة يفهم»، أنني أشير إلى كارثة عام 1990. يومئذٍ، أفاق العرب أجمعون، والعالم ككل، على حدث غزو صدام حسين، الرئيس العراقي حينذاك، للكويت، وما تلا الكارثة من أحداث توالت تباعاً، كان بينها إعلان زعيم عربي يحتل أرض جاره العربي، ربط سحب جند العراق من الكويت، بانسحاب جيش إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة. أثار ذلك الربط، حينها، كثيرَ لغط، وأحدث المزيد من الانقسام بين العرب، وفي صفوف الفلسطينيين، ثم أثبت الواقع لاحقاً كم كانت فلسطين غائبة عن أولويات صدام حسين عندما قرر ضم الكويت، وتسميتها «المحافظة التاسعة عشرة». شيء مشابه حصل الأحد الماضي، عندما أثبتت حصيلة لقاء العَلمين في مصر، الذي ضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، كم بدت فلسطين ذاتها كما «الغائب الحاضر» في مداولات المجتمعين.

آمل ألا يُنظر إلى القول، على سبيل المجاز، إن فلسطين كانت بمثابة «الغائب الحاضر» في لقاء الساعات القليلة بالعلمين، من منظور التقليل من قيمة، أو شأن، أو وطنية، أحد. كلا؛ سبق لي أن كتبت هنا، في «الشرق الأوسط»، أكثر من مرة، أنني لستُ أتفق مع التيار الذي يبادر إلى تزكية النفس، والتشكيك في الآخر. نعم، حضرت فلسطين بحضور القادة الكرام، لكنها غابت بفشلهم في تحقيق هدف التقائهم فوراً، وبلا أي تأخير. إلى ذلك، فإن الإحباط المتكرر، مرة تليها مرات، بفعل تكرار خيبات الأمل في اللقاءات التي تجمع قيادات الفصائل الفلسطينية، يجيز للمرء، خصوصاً المنطلق من موقع مستقل، التعبير عن إحساس من الجائز الاعتقاد أنه يسود أوساط معظم الناس المحبطين بسبب استمرار الانقسام الفلسطيني، وتحديداً بين كل من حركة «فتح» وحركة «حماس». ثمة غضب مكظوم في صدور أغلب مواطني قطاع غزة، والضفة الغربية، ناتج عن انقسام مستمر منذ صيف عام 2007، وقد جرى التعبير عنه بشكل محدود في غير مناسبة خلال ما مضى من أعوام، لكنه لم ينفجر، حتى الآن، على نحو شامل، الأمر الذي يبيح التساؤل؛ تُرى هل أن قيادات الحركتين تأخذ في الاعتبار احتمال خروج قواعد الفصائل عن الالتزام بتعليمات قياداتها، والانضمام إلى جماهير الناس التي انطلقت في مسيرات مساء الأحد الماضي تهتف «الشعب يريد إنهاء الانقسام»؟

حقاً، كيف يمكن فهم أن ينتهي لقاء العلمين إلى مجرد «تشكيل لجنة» بغرض «استكمال الحوار»، والتوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام؟ لقد شُكلت لجان من قبل، وجرى أكثر من حوار خلال مفاوضات مضنية، وانتهى المتحاورون إلى توقيع اتفاق بعد آخر، منذ اتفاق مكة المكرمة الموقع يوم 2 فبراير (شباط) عام 2007، مباشرة بعد وقوع الانقسام البغيض. ما الداعي، إذن، إلى مزيد من الحوار حول إنهاء واقع يدعي جميع القادة أنهم يريدون بالفعل وضع حد نهائي له؟ في الآن نفسه، وفيما تتشكل لجان حوار في اجتماع العلمين، يقتتل مقاتلون يُفترض أنهم «رفاق في خندق المقاومة»، وأبناء قضية واحدة، في مخيم عين الحلوة بلبنان، فيُقتل عدد منهم، وتسيل دماؤهم هدراً. ألا يثير العجب والحيرة، بل الغضب، أن تتفق قيادات الفصائل الفلسطينية على مساندة صدام حسين في غزوه الكويت قبل ثلاثة وثلاثين عاماً، بينما تخفق، طوال ست عشرة سنة، في إنهاء الانقسام في ما بينها؟ بلى، ولقد آن وقت أن يستحضر قادة التنظيمات الفلسطينية مقولة «كفى تعني كفى»، فيطبقوها على كيفية تعاملهم مع جوانب قضية شعبهم، ويضعوا صالح الناس قبل مصالح فصائلهم.

 

omantoday

GMT 23:31 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

أموال وأصوات في بلاد العم سام

GMT 23:30 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

البناء والإصلاح اليمنى

GMT 23:28 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

بأي حال كنت ياعيد..!

GMT 23:27 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

أحمد فتحي شاعر مظلوم

GMT 23:22 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

حملة مطاردة السوريين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين في لقاء العَلمين فلسطين في لقاء العَلمين



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

مسقط - عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 22:03 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 21:30 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab