غزة «أم أبطال» عربية

غزة... «أم أبطال» عربية

غزة... «أم أبطال» عربية

 عمان اليوم -

غزة «أم أبطال» عربية

بقلم:بكر عويضة

تختلف الرؤى حول شأنين، أسباب اندلاع حرب غزة، ثم المآل الذي سوف تنتهي إليه. في المقابل، يتفق المختلفون، على أمرين، أولهما أن أهوال هذه الحرب لم يسبق لها مثيل فعلاً. وثانيهما أنها ستتوقف ذات يوم، إذ لن تشذ عن غيرها من كل حرب شهدها كوكب الأرض، بين بني البشر من مختلف الأجناس والأعراق والثقافات، منذ عرف الإنسان صراع البقاء، فخاض مُرَّ الحروب ضد أشرس الحيوانات في أدغال الغابات، إلى أن تفتق الذهن البشري ذاته عن اختراع السلاح النووي. بكل تأكيد، حرب غزة مآلها أن تتوقف، سواء بقنبلة المتطرف عميحاي إلياهو النووية، أو بغيرها.

وافق أمس مرور أول شهر على زلزال السابع من الشهر الماضي. وفيما كنت أكتب، مساء الاثنين، التزاماً بموعد تسليم المقال للصحيفة، رحتُ أستحضر ما تبث قنوات التلفزيون العالمية عن استكمال تحضيرات الالتفاف التام حول مدينة غزة، وفصل جنوب القطاع تماماً عن الشمال، إضافة إلى كلام عميحاي إلياهو، الواضح أنه أحد مجانين التطرف، فوجدتني أخشى، فعلاً، ألا يكون ذلك الجنون مجرد عبث، وأن غزة قد تمسي، أو ربما هي مع نشر المقال، تكون أصبحت بالفعل، هيروشيما فلسطينية، يختم بها بنيامين نتنياهو، حياته السياسية منفذاً «الخيار الشمشوني» الوارد في أسفارهم القديمة؛ «عليَّ وعلى أعدائي يا رب». عجباً، أترانا أمام مشهد يستحضر انتقام شمشون الجبار، الذي زُعِم أنه مدفون في غزة، من «دليلة»، التي يُقال إنها من غزة أيضاً، والتي احتالت على ذلك المتجبّر، فقصت شعره، مكمن قوته، ولما نبت شعر رأسه من جديد، سارع إلى هدم المعبد على نفسه، وعلى أعدائه من قدماء الفلسطينيين؟

كل شيء ممكن. ليس من منطلق التسليم بما هو أقرب إلى الخيال، ويستعصي على الخضوع لأي منطق، كلا، وإنما انطلاقاً من حقيقة أننا أمام واقع متغير على نحو متسارع، يصعب معه على أكثر المحللين اجتهاداً توقع التطور المقبل، في واقع يتغير كل لحظة. أمام حال كهذا، ما المانع أن أرجع إلى ماضٍ ليس بعيداً بُعد أسطورة «شمشون ودليلة»، بل إلى أيام صباي في قطاع غزة. كنت ابن تسع سنين، عندما وقع كل القطاع تحت الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب أزمة السويس عام 1956. رغم صغر السن، لم يكن صعباً عليَّ، وكذلك أترابي في العمر، إدراك أن الاحتلال إلى زوال. كنا ندرك أن العمق العربي كله معنا. راجت بيننا أهزوجة آنذاك تعبر عن ذلك الإحساس جيداً. رحنا نردد: «غزة يا عربية يا أم الأبطال، ما تخافي مهما عذابك يا روحي طال، وراكِ سعود والقوتلي وحسين وجمال». أنظر، كيف تجمع أهزوجة عفوية زعماء السعودية وسوريا والأردن ومصر، رغم ما بينهم من اختلافات، يومذاك، كي يقفوا مع غزة وشعبها.

ذات فجر من أيام الاحتلال، صحا الناس على مآذن الجوامع تكبر تكبيرات ابتهال أن ينتقم الله من الظالم المعتدي، بعدما سُمع بكاء ونحيب طفلين في أحد البيوت، فلما هرع الجيران إلى منزل صلاح اللبابيدي، وجدوا طفليه عوني وتحفة، مضرجين بدماء والديهما. كان صلاح شاباً من شبان مقاومة الاحتلال، اقتحموا بيته، ثم حاولوا اغتصاب زوجته، فصدهم عنها بذراعيه، وكل ما أوتي من قوة، قتلوه، ثم كرروا إثم محاولتهم معها، فقاتلتهم بأظافيرها، حتى قتلوها. لستُ أدري أين هما، عوني وتحفة، الآن، لكنني أعلم أن والديهما الشهيدين لم يكونا منتميين لأي تنظيم، ولا كان أطفال مجزرة «قانا» في لبنان، أو «بحر البقر» في مصر، منتمين لأي فصيل يهدد أمن إسرائيل. الخلاصة، يبدو أن «حق الدفاع عن النفس»، يمنح إسرائيل صك القتل بلا تفريق بين مقاتل وطفل أو عجوز.

 

omantoday

GMT 23:31 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

أموال وأصوات في بلاد العم سام

GMT 23:30 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

البناء والإصلاح اليمنى

GMT 23:28 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

بأي حال كنت ياعيد..!

GMT 23:27 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

أحمد فتحي شاعر مظلوم

GMT 23:22 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

حملة مطاردة السوريين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة «أم أبطال» عربية غزة «أم أبطال» عربية



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

مسقط - عمان اليوم

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 16:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 19:34 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab