الحرب فى سيناء

الحرب فى سيناء

الحرب فى سيناء

 عمان اليوم -

الحرب فى سيناء

عمار علي حسن

لو نعرف الفارق الكبير بين الأهداف التى وضعها الإرهابيون لعملياتهم القبيحة ضد قواتنا وأهالينا فى سيناء الحبيبة وبين ما حققوه بالفعل حتى الآن سندرك أن التضحيات التى تقدم لا تذهب سدى. فكل دم زكى يراق، على غلاوته، وكل منشأة تخرب، على أهميتها، ثمن ندفعه من أجل ألا يصل هؤلاء القتلة الفجرة إلى ما يسعون إليه، وهو لو تعلمون كبير.

إن دواعش سيناء قد انطلقوا فى البداية معتقدين أنهم سيكونون فى نزهة مثلما كانوا فى بلاد أخرى، فيتمكنون من اقتطاع جزء معتبر من تراب شمال سيناء، يقيمون عليه إماراتهم أو دولتهم، ويرفعون عليها رايتهم السوداء كقلوبهم، ثم يعلنون أنها ولاية فى دولة داعش، التى يحلمون أن تتمدد لتشمل الوطن العربى كله، والبقية تأتى.

ولأن الهدف كبير؛ يقاتل هؤلاء بضراوة، مستفيدين من مدد لا ينقطع يأتيهم من أتباعهم الذين تسيرهم أجهزة مخابرات لدول إقليمية وقوى كبرى، ويقاتل جيشنا ببسالة فى سبيل حرمانهم من بلوغ هدفهم هذا، فى ظل ما هو معروف من أن حروب العصابات قادرة على إرهاق أقوى الجيوش، وهو ما رأيناه للجيش الأمريكى نفسه فى العراق وأفغانستان والصومال.

هى الحرب إذن.. هذا ما يجب أن يوصف به ما يجرى على أرض سيناء بين الجيش والشرطة والأهالى العزل من جهة والإرهابيين التكفيريين والمأجورين من جهة أخرى. فلا يمر أسبوع إلا وتراق دماء زكية لمن يدافعون عن تراب مصر، وتدمر أو تخرب منشآت شُيِّدت من أموال شعبنا الصابر المرابط. لكن عزاءنا أنه لا بديل عن دفع هذا الثمن، وإن كان الجميع يتمنى تقليله إلى أدنى حد، بمزيد من الخطط المدروسة، والتصورات المحكمة، والتكتيكات الذكية التى تردع هؤلاء القتلة، ثم تذهب أسرع وأنجع لإخراجهم من جحورهم، وإنهاء خطرهم.

ما لا يعلمه هؤلاء القتلة أن الشعب المصرى كله هو الذى يقاتلهم وإن كان فى مقدمته الجيش والشرطة، فكل الضباط وصف الضباط والجنود هم أبناء المصريين، ومعركتهم ضد الإرهابيين مدعومة إلى أقصى حد، وأوسع نطاق، من المواطنين. فهم يختلفون فى السياسات، بعضهم ينتقد أداء الرئيس والحكومة والبرلمان، لكن كلهم أمام الإرهابيين سواء، يداً بيد، وكتفاً بكتف، كبنيان مرصوص، يشد بعضه بعضاً، اللهم إلا قلة قليلة شاردة يمكن أن تعجب بالإرهابيين أو تشجعهم، أو تتمنى الانضمام إليهم.

فلا يظن الدواعش أن المصريين يمكن أن يختلفوا أو يتشاحنوا حول محاربة الإرهاب، أو أن إيمانهم بأنهم يخوضون حرباً دفاعية وعادلة واجبة يمكن أن يتزعزع، أو أن كراهيتهم للإرهابيين فكراً وتنظيماً ومسلكاً يمكن أن تتراجع، وأن استعدادهم للتضحية فى سبيل ألا تضيع حبة رمل واحدة من أرضهم الغالية يمكن أن تضعف، تحت أى ظرف، وفى كل الأحوال. هذا موقف وقرار المصريين، كان ويكون وسيكون، حتى نتمكن من هزيمة الإرهابيين فى سيناء هزيمة نكراء.

فيا إخوتنا وأبناءنا الذين تقاتلون عنا فى الصف الأول، لتعلموا أن وراءكم صفوفاً لا نهاية لها، ومعكم قلوب تنبض بحبكم واحترام كفاحكم، وبرفقتكم ألسنة تدعو لكم ليل نهار أن يحفظ الله أرواحكم ويسدد خطاكم، وينصركم على هذا العدو البغيض.

omantoday

GMT 04:54 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

زيادات مستحقة ومتكررة

GMT 04:33 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

الثقافة والفنون!

GMT 04:48 2019 الأحد ,03 آذار/ مارس

ليس بالجرادل يتحقق أمن المحطة

GMT 12:37 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

ذكرى 25 يناير

GMT 08:44 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

إلى وزير الآثار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب فى سيناء الحرب فى سيناء



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab