بقلم - فاروق جويدة
إذا كانت خريطة الأيام هى العمر فإن خريطة الزمن هى الحياة، والزمن بلا حدود والعمر ما كتبته الأقدار لنا، أما الأيام فهى المساحة الصغيرة التى يملكها الإنسان وهى جزء من عمره، والعمر ليس تلك السنوات التى يعيشها الإنسان لأنه يحمل التجارب والخبرات والأماكن والبشر.. إن عمرك ليس تلك المساحة التى مشيتها، ولكن فى كل يوم من هذا العمر عرفت ناسا وشاهدت وجوها وصافحت أفكارا وتعلمت من مشوارك الكثير، والعمر ليس بسنواته طال أم قصر، ولكن بما تركت فيه، هناك أشياء أسعدتك، وهناك جراح أتعبتك، وهناك وجوه تذكرها ووجوه غابت لأنها لاتستحق البقاء، واليوم فى عمرك ثروة لأن أيام العمر معدودة وكل يوم تعيشه يمكن أن يكون حلما وقد يكون وهما وقد يسقط فى متاهات من اليأس والإحباط، والعمر أغلى ما يملك الإنسان حتى ولو كان أياما قليلة، وإذا كنت تملك عمرك وتعرف قيمة أيامك، فإن الزمن شيء آخر لأنك لا تملك فيه الكثير لأن هناك شركاء مثلك لهم نفس الحقوق.. إن كل شيء حولك تجد فيه ملامح الزمن حبا وغضبا ووفاء وخيانة، أنت أمام الزمن كائن ضئيل، لأن فيه القبح والجمال والحق والظلم والنبل والخداع والترفع والسقوط.. أنت أمام الزمن تجد أشجارا وقد تجد أطلالا، فلا تترك الأيام تسرق عمرك، ولا تترك الزمن يستبيح أجمل الأشياء فيك، لأنك تعيش حياتك مرة واحدة.. اجعل من عمرك حديقة خضراء تحلق فيها الطيور، واجعل أيامك أغنية لكل عشاق الجمال، واجعل من زمانك رفيقا يمنحك الأمن والأمان، وأكمل الرحلة بالحب ولا تندم على زمن كنت تستحق أجمل منه ولا تستعد ذكريات تركت لك الألم، لا شيء يستحق أن تحزن عليه لأن عمرك أغلى؟؟