مكتب الجنرال

مكتب الجنرال

مكتب الجنرال

 عمان اليوم -

مكتب الجنرال

بقلم - إنعام كجه جي

جاء عادل إمام مع فرقته إلى باريس ليعرض «الواد سيد الشغال» على مسرح «الأولمبيا». وبعد العرض دعاه الناقد غالي شكري مع مجموعة من الأصدقاء إلى عشاء في بيته. كانت سهرة تألق فيها الممثل النجم، واستفاض في التعليقات والطرائف حتى أولى ساعات الصباح. وفي اليوم التالي جلس غالي شكري إلى مكتبه في مجلة «الوطن العربي» ودبج مقالاً نقل فيه من الذاكرة كل ما قاله الممثل النجم كلمة كلمة، وضحكة ضحكة. ولم يكن يعتمد على جهاز تسجيل.

تذكرت الواقعة وأنا أشاهد تحقيقاً في التلفزيون الفرنسي عن دائرة الأثاث الوطني. المقصود بها كل تلك المناضد والكراسي والأرائك والطاولات والثريات والخزفيات والمفروشات التي تؤثث القصور الرسمية، منذ أيام الملوك حتى اليوم. وجاء في التحقيق أن شارل ديغول طلب تثبيت جهاز تسجيل في درج مكتبه الرئاسي في «الإليزيه». يحب أن يتذكر ما يجري من محادثات بينه وبين زواره. لكن الجنرال لم يمتلك، مثل غالي شكري، ذاكرة فيل.
مخزن الأثاث الوطني دائرة لها وزنها في دولة تستحلب التاريخ وتتمسك بالنفائس. مبنى شامخ يقع قريباً من مسكني. أمر به وأفكر، أحياناً، أن أرشوَ الحارس بلفة كباب، على طريقتنا، لكي يسمح لي بالدخول والفرجة. لكنني لم أفعلها. هناك كتاب عن المكان غني بالصور والمعلومات. مائة ألف قطعة مسكونة بالذكريات مصانة ومغلفة ومحفوظة من عاديات الزمن. كرسي ارتاحت عليه مؤخرة لويس السادس عشر. سرير أغفت عليه ماري أنطوانيت. عرش الإمبراطور نابليون الذي جيء به من قصر «كيرينالي» في روما. وهناك أيضاً مكتب ديغول المصنوع من خشب المهاغوني.
لم يصنعوا المكتب خصيصاً للضابط العملاق الذي قاد تحرير فرنسا من الاحتلال الألماني، بل اشتغل عليه من قبله الرئيسان فنسان أوريول ورينيه كوتي. وكتب المؤرخ أدريان غوتز أن ديغول وصل إلى «الإليزيه» أوائل 1959 ليقيم رئيساً فيه. كان من حقه أن يختار أثاث منزله. لكنه أدرك أنه نزيل عابر لن يؤبد في القصر. ترك لزوجته السيدة إيفون مهمة الاطمئنان على الأثاث. أذهلتها قاعة الاحتفالات الشاسعة، ولفتت انتباهها منضدة في الوسط، مغلفة بالنحاس وحولها مقاعد عالية مثل الحانات. أخبرها مرافقها أن «البار» من تصميم المهندس الحداثي أندريه أربو. امتعضت المرأة المحافظة وأصدرت حكمها: بيت الرئيس ليس «كاباريه» ولا وكر قمار. جاءت شاحنة نقلت المشرب إلى دائرة الأثاث الوطني. خرج ولم يعد.
يختار ذوو المناصب العالية أثاث مكاتبهم وفق أذواقهم. ويحدث أن يقرر وزير أن يجلس على مكتب وزير تاريخي سابق. طلب مانويل فالس، رئيس الوزراء الأسبق، أن يستخدم مكتب سلفه الاشتراكي ليون بلوم. واختارت وزيرة الثقافة السابقة روزلين باشلو أن تجلس إلى المكتب الذي استعمله الرئيس ميتران. كان ميالاً للحداثة وأراد طاولة من بنات عصره. ولم يهتم ديغول ولا هولاند بتغيير المكتب. رضيا بالموجود. أما ساركوزي فقد خلف وراءه فضيحة. خسر انتخابات الولاية الثانية وغادر «الإليزيه» وذهب فريق من العمال للاطمئنان على الصالون الفضي. إنه من توقيع النجار الكبير ديمالتر، وهو جوهرة التاج في الأثاث الوطني.
فوجئ الفريق بوجود خدوش في خشب الأريكة الكبيرة وتمزقات وبقع على قماشها الحريري. اضطرت دائرة الأثاث الوطني إلى الاستعانة بخبراء من الخارج لتصليح الأضرار. وكشف موقع «ميديابار» أن المتسبب فيها هم الثلاثي تومي وكلارا ودمبلدور... الكلاب المدللة لكارلا بروني. الأريكة ذاتها التي كان الرئيس الفرنسي فيليكس فور راقداً عليها وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، عام 1899، في أحضان عشيقته.

omantoday

GMT 09:59 2024 السبت ,18 أيار / مايو

العناني واليونيسكو وترشيح صادف أهله

GMT 09:49 2024 السبت ,18 أيار / مايو

دعوة للإصلاح أم للفوضى؟

GMT 09:46 2024 السبت ,18 أيار / مايو

سمات التقدم

GMT 11:55 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين: كثر الكلام وقل الخبز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكتب الجنرال مكتب الجنرال



اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

القاهرة - عمان اليوم

GMT 12:29 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
 عمان اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 08:49 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجوزاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab