للشعوب عادات

للشعوب عادات

للشعوب عادات

 عمان اليوم -

للشعوب عادات

بقلم - سمير عطا الله

انقسمت ألمانيا أو بالأحرى قُسّمت إلى ألمانيتين؛ واحدة تحكمها واشنطن مع حلفائها الغربيين، وأخرى تحكمها موسكو بعقيدتها الشيوعية. وأصبح حاكم الدولتين رجلاً عسكرياً لا يعرف سوى إصدار الأوامر. ومضى كل شطر في طريقه، يحاول العودة إلى الحياة الطبيعية في جدول سابق له. وما لبثت ألمانيا الغربية أن انضمت، مثل اليابان، إلى ركب المستقبل الصناعي المذهل، وتخلف الشرق الألماني عن الغرب، لكنه ظل متقدماً في الحوض الشرقي، في الصناعة، وفي الاقتصاد، وفي التعليم وغيره من الحقوق.

لم يتذرع الألمان بالتقسيم والانقسام كي يبرروا عدم التقدم، بعكس ما فعل العرب طوال هذا الزمان، محملين الافتقار إلى الوحدة مسؤولية الخمول والتشتت والتخلف الاقتصادي المستمر أبداً. ما السبب في هذه الحال؟ هل هو المناخ، هل هو البيئة، هل هي جينات موروثة؟ تحسُن العودة دائماً إلى سيد علماء الاجتماع، ابن خلدون، لكن هذا وحده لا يكفي. نحن شعوب تعيش على الذرائع، وتزدهر بالمبررات، وبدل أن نبحث عن الإنجاز مهما كانت العقبات، فإننا نبدأ دائماً بالبحث عن الأعذار خصوصاً منها المؤامرة، ونخرج من كل خسارة من دون إلغاء المسؤولية عن أحد.

تبلغ قيمة المال الفاسد في العالم العربي أرقاماً تفُوق الخيال كثيراً. وما من أحد يعرف حجم المال المبذر. ولسنا الشعب الوحيد في هذه الآفة وهذا الإثم، قادات كثيرة أخرى تعاني من الفاسدين والمافيات الناهبة لأرزاق الشعوب. وفي بعض الدول، الفساد هو القاعدة والقانون والمعاملة العامة، غير أن الأسبقية لنا على الدوام، والزمن يضيع بين أيدينا حيث لا نترك لأولادنا شيئاً، إذا كنا ننتظر قيام الوحدة أو شيء منها، من أجل أن نحقق الكفاية للناس، فالمؤسف أن علينا الانتظار طويلاً جداً.

لقد جردتنا التجربة الألمانية من كل عذر. اعتمدت أوروبا الغربية بعد الحرب الثانية، على المساعدات التي تضمنها «مشروع مارشال» الأميركي، ولم تنتظر دول أوروبية كثيرة تلك المساعدات كي تقوم من جديد، بل سارعت فوراً إلى إعادة البناء بكل وسيلة ممكنة. وعمد الجنرال ديغول فور وصوله إلى الحكم إلى تسديد ديون فرنسا للمشروع، كي لا يحمّل بلده مِنَّة أحد. ونهض ببلاده نهضة لا تقل أهمية عن نهضة ألمانيا الغربية واليابان. كانت الحرب العظمى تجربة مريعة في الاندثار والقيامة. أعاد الألمان بناء المباني والجسور والطرق، حجراً حجراً. طرق ليس فيها حفر ولا خنادق ولا حواجز ميليشياوية، وعندما عادت الوحدة إلى الدولتين عاد الألمان إلى إقامة الدولة الكبرى دون خطب أو أحلام هتلرية.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للشعوب عادات للشعوب عادات



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 12:29 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
 عمان اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 14:30 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
 عمان اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab