مغيرون في التاريخ موهانداس غاندي

مغيرون في التاريخ: موهانداس غاندي

مغيرون في التاريخ: موهانداس غاندي

 عمان اليوم -

مغيرون في التاريخ موهانداس غاندي

بقلم : سمير عطا الله

كل نظام الطبقات في الهند مؤلف من أربع فئات، وكان موهانداس كارامشاند غاندي، ينتمي إلى الثالثة، أي فئة البقّالين. والواقع أن كلمة غاندي نفسها تعني «البقال»، مع أن جده كان رئيساً للوزراء في مقاطعة بروباندار، وكذلك أبوه.

كان موهانداس الولد الرابع لزوجة أبيه الرابعة، ووفقاً لتقاليد البلاد، تزوج وهو في الثالثة عشرة من العمر. وفي العشرين أُرسل إلى إنجلترا لدراسة الحقوق، لكن بعدما نال شهادة المحاماة، عثر على عمل لنفسه في جنوب أفريقيا، حيث حدث ما غيّر حياته وتاريخ الهند. لقد صُفع ذات يوم، لأنه كان يركب مقصورة الدرجة الأولى في القطار، بدلاً من الدرجة الثالثة المخصصة لغير البيض، ومرة أخرى طلب منه القاضي في قاعة المحكمة أن يخلع طربوشه، وهو يهزأ منه.

منذ تلك الساعة، قرر الهندي الصغير القامة، البالغ الخامسة والعشرين من العمر، أن يبدأ محاربة البطش والتمييز العنصري بقوة اللاعنف، فأمضى عقدين في جنوب أفريقيا يتزعم الحملة على النظام قبل أن يعود إلى الهند، لكي يتزعم أهم وأشهر حركة استقلال في التاريخ. ومن أجل ذلك ترك المحاماة وعمل في الكتابة، حتى اللحظة الأخيرة في حياته. لم يكن غاندي مجرد رومانسي حالم، بل كان أيضاً سياسياً براغماتياً يعرف أن الاستعمار لا يُحارب بالشعر وحده. ولم يكن المهاتما يريد تحرير الهند من الحكم البريطاني فحسب، بل كان يريد أن يحررها أيضاً من الطغيان الداخلي ونظام الطبقات الأربع.

لقد كان، كما وصفه لويس فيشر، «مقاتلاً في طبيعته وصانع سلام بالتدريب، وكانت له قوة الديكتاتور وعقل الرجل الديمقراطي». ولذا، حارب بلا هوادة من أجل حرية النفس والجسد معاً، مرة بالصيام، ومرة بالخطب، ومرة بالتحريض. ومن خلال الصيام جعل شعبه يرتقي إلى مرتبة الشعور الأسمى بالحاجة الوطنية إلى الحرية والعدل. ولذا، أطلقت عليه الهند لقب «المهاتما» أو «الروح الكبرى»، وقال عنه غوبال غوهالي، كبير حكماء الهند، إنه «كانت لديه تلك القوة لتحويل الناس العاديين إلى أبطال».

لقد رفض غاندي أن يحمل أي من أتباعه السلاح، لكنه استخدم سلاح الإضراب العام، الذي أسقط الاستعمار بعد 28 عاماً من اللاعنف، الذي حول غاندي، وهو في الستين، إلى رجل متجعد الوجه، نحيل، وسريع السقوط. وكان يجول الهند يخطب في مئات الآلاف، أو يكتفي بالصمت إذا تعب، وكان يقفز من إخفاق إلى نجاح، ومن نجاح إلى سجن.

يوم الأحد 25 يناير (كانون الثاني) 1948 تقدم منه هندي متعصب يدعى ناثورام غودسي، وأطلق عليه ثلاث رصاصات، بحجة أن المهاتما كان يحبذ المسلمين على الهندوس.

مثل غيره، سقط غاندي بأيدي الذين حاول إنقاذهم.

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغيرون في التاريخ موهانداس غاندي مغيرون في التاريخ موهانداس غاندي



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 19:51 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 04:59 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:18 2025 الأحد ,13 إبريل / نيسان

قيمة التداول العقاري في عُمان تتراجع 64%

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 04:06 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 21:10 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:52 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 05:08 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

برج الثور عليك أن تعمل بدقة وجدية لتحمي نفسك

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon