الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

 عمان اليوم -

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

طارق الشناوي
طارق الشناوي

أجرت الإذاعة المصرية هذا الحوار قبل نحو 55 عاماً، مع الموسيقار محمد فوزي، كان عائداً من رحلة العلاج بفرنسا، والمرض ينهش في جسده النحيل، لم يستطيعوا في البداية اكتشافه فأطلقوا عليه «مرض محمد فوزي»، ثم توصلوا إلى أنه نوع نادر من السرطان.
سألوا فوزي عن الأغاني الجديدة التي استمع عليها؟ فأثني على «بعيد عنك»، باعتبارها أحدث ما قدمت أم كلثوم، وهذا يؤكد أن الحوار في نهاية عام 65، بينما فوزي رحل أكتوبر (تشرين الأول) 66. وقال إن العالم كله يترقب أغنيات «الست»، سألوه عن أغنية «على حزب وداد جلبي» آخر أغاني عبد الحليم، التي كانت قد حققت نجاحاً مدوياً، طلب أن يسمعها أولاً، بادرت المطربة شريفة فاضل التي كانت حاضرة الجلسة، وأثنت على ما قدمه بليغ في تطوير الفولكلور، إلا أن فوزي لم يعقب وطلب منها فقط أن تغنيها، وبعد أن استمع إليها قال بغضب غلط، كان يجب أن يقدم «الموتيفة» الموسيقية كما هي، طالما قرر أن يأخذ شيئاً من التراث الغنائي عليه أن يلتزم، وضرب مثلاً بما فعله الرحبانية وفيروز عندما أعادوا «زروني كل سنة مرة» و«الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية» لسيد درويش التزموا بـ«الميلودي» الأصلي، كما قدمه درويش.
في السهرة تواجد مؤلف «على حزب وداد قلبي» صلاح أبو سالم، الذي كان كما هو واضح من التسجيل لديه أغنية أخرى من الفولكلور (الحنة يا الحنة يا قطر الندي)، طلب فوزي من شريفة غناءها كما هي، ورددها هو أيضاً معها قائلاً هكذا تُقدم، ومن الممكن التنويع على «التيمة» الموسيقية، هذا هو الأداء الصحيح، بينما تقديم لحن آخر لا يعد أبداً على أي نحو تطويراً، بل تشويهاً.
مشروع فوزي لم ير النور، من الواضح أن حالته الصحية تدهورت بعدها، ولكن الأغنية بالفعل قدمت بعدها بسنوات بكلمات مرسي جميل عزيز وتلحين بليغ حمدي بصوت شادية.
من الواضح أن بليغ أخذ بنصيحة أستاذه وقدم اللحن بالضبط كما أراده فوزي، غنت بعدها شادية أيضاً من ألحان بليغ «قولوا لعين الشمس ما تحماشي» التي كتبها الشاعر مجدي نجيب والتزم بالفولكلور.
كان بليغ حمدي أقرب تلاميذ فوزي إلى قلبه، يكفي أن أذكر لكم ما قاله لي حرفياً الشاعر مأمون الشناوي عن أغنية أم كلثوم «أنساك» من تأليفه، وتعددت فيه التكهنات عن صاحب اللحن، الأغنية منسوبة كاملة في الأوراق الرسمية لبليغ، ورغم ذلك فإن صلاح جاهين بمجرد تقديمها عام 61 رسم كاريكاتيراً ساخراً بجريدة «الأهرام»، وجاء التعليق «أهو ده اللي مش لحنك أبداً يا بليغ»، بينما سيد مكاوي قال إنه صاحب الكثير من المقاطع الموسيقية، وذلك لأنه أجرى البروفات الأولى مع أم كلثوم، ولكنه لم يتفق على بعض التفاصيل، فتوقف المشروع، فرشحت فوزي الذي أنهى تلحين المقدمة والمقطع الأول، واقترب موعد الحفل ولم يكن قد أكمل اللحن، ورشح بليغ للقيام بالمهمة، وتبقى شهادة مأمون الشناوي الذي قال إن المقدمة والمذهب الأول للأغنية (أنساك ده كلام... أنساك يا سلام)، تلحين فوزي وأكمل بليغ باقي المقاطع، الغريب أن بليغ لم يذكر أبداً في أي حوار دور أستاذه فوزي في أغنيتي «الحنة» لشادية و«أنساك» لأم كلثوم.

 

omantoday

GMT 03:16 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

هذا اللقاء الفريد

GMT 03:14 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

ماكرون الغاضب

GMT 09:17 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

البابا شنودة... من حكايا المحبة (٢)

GMT 09:16 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

حرية الصحافة!

GMT 09:15 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أشغال شقة (الكوميديا) الطازجة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ



الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

مسقط - عمان اليوم

GMT 11:56 2023 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بنزيما يعلن دعمه لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034

GMT 11:14 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 20 ديسمبر/ كانون الأول 2023

GMT 10:58 2023 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 11 يوليو/ تموز 2023

GMT 08:43 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023

GMT 06:32 2023 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab