«مالمو 14» لا يكذب ولا يتجمل

«مالمو 14» لا يكذب ولا يتجمل..

«مالمو 14» لا يكذب ولا يتجمل..

 عمان اليوم -

«مالمو 14» لا يكذب ولا يتجمل

بقلم - طارق الشناوي

 

هذه هى الدورة الرابعة عشرة من عمر مهرجان (مالمو)، الذى يقام سنويًا فى مملكة السويد، مدينة ساحلية فى الجنوب، بها قسط وافر من العرب بمختلف الجنسيات، وهى ترحب بالآخر مهما كانت دوافع الهجرة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، تلمح فى الشارع العديد من اللهجات، واللغات، وتكتشف أن الحروف العربية مكتوبة أيضًا على عدد من المطاعم التى تقدم للزبائن الطعمية (الفلافل) والكشرى على الطريقة المصرية والتبولة اللبنانية، وهناك العديد من المهرجانات الفنية العربية الأخرى فى مالمو أيضًا، للغناء، وأيضًا عزف العود.

اختارها المخرج والكاتب فلسطينى الجذور، سويدى الجنسية، مؤسس ورئيس المهرجان محمد قبلاوى، مقرًا لتلك الإطلالة السنوية على السينما العربية، انطلقت الفعاليات لأول مرة فى شهر أكتوبر عام 2011 فى عز تداعيات ثورات الربيع العربى، وبرغم العواصف والأنواء المتلاحقة، حيث كانت كل التفاصيل تقف على حد السيف، حافظ المهرجان على موقفه الفكرى والوجدانى بالدفاع عن الحرية وانحاز لإرادة الشعوب.

منذ البدء وهناك رغبة عميقة فى الدفاع عن الهوية العربية، من خلال أمضى الأسلحة تأثيرًا وهو السينما، حاول البعض نتيجة قراءة خاطئة التأثير على المهرجان وفعالياته، إلا أن صدق المهرجان منحه دفعات للأمام، وواجه ببسالة كل المعوقات والعراقيل وأيضًا الفخاخ التى قرروا زرعها على الطريق، الرد الحاسم الذى اتخذه قبلاوى هو الاستمرار فى تحقيق الهدف، والضربات صارت تدفعه أكثر للأمام.

شاركت بالحضور كناقد متابع، وأيضًا كعضو مشارك فى العديد من لجان التحكيم والندوات نحو عشر دورات، وفى كل مرة أتأكد من أن النجاح يبدأ من حسن التخطيط والقدرة على القراءة المبكرة للواقع بكل أطيافه الفكرية والسياسية والفنية.

افتتح المهرجان فعالياته هذه الدورة السادسة، مساء أمس، وتم تكريم المخرج الكبير خيرى بشارة، والذى يرأس هذا العام لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

جاء فيلم الافتتاح (وداعًا جوليا) للمخرج السودانى محمد كردفانى، الشريط متعدد الجنسيات، رغم أن الدماء الغالبة عليه سودانية فى الإخراج والسيناريو والتمثيل واللهجة والقضية والروح، إلا أنك ستلمح وكأنه صنع من أجل أن يفتتح مهرجان (مالمو)، فهو يحمل بحكم الإنتاج توأمة عربية- أوروبية (جينات) سودانى- قطرى- سعودى- مصرى- سويدى- ألمانى- فرنسى، رصيد الفيلم نحو 14 جائزة عالمية حتى الآن، وأتصور أن هناك أيضًا جوائز قادمة على الطريق.

فى سابقة استثنائية، حقق الفيلم 2 مليون جنيه إيرادات، فى الأسبوع الأول داخل دور العرض المصرية، وهو أعلى رقم يحققه فيلم عربى فى مصر طوال التاريخ، وهذه تستحق دراسة متخصصة، لأننا لا نتفاعل كجمهور سوى مع الفيلم المصرى، ثم الأمريكى، فقط لا غير، وتجربة عرض الأفلام العربية لا تجد لها مجالًا إلا فى تلك العروض المحدودة فى سينما (زاوية).

كيف إذن تفاعل الجمهور المصرى مع (وداعًا جوليا)؟، حتى لو اعتبر البعض أن زيادة عدد السودانيين فى القاهرة بعد الأحداث الدامية، دفعت الجمهور السودانى المقيم فى مصر للذهاب للسينما، فإن هذا فى النهاية لا يشكل أكثر من 20 فى المائة من الأسباب، ويظل أن القسط الأكبر من قاطعى التذكرة وجدوا فى الشريط السينمائى جزءًا من مشاعرهم وإحساسهم، كما أن اللهجة السودانية لم تشكل أى عائق فى الاستقبال، رغم وجود ترجمة عربية، لم يكن المشاهد فى حاجة إليها.

شاهدت الفيلم لأول مرة فى مهرجان (كان)، مايو الماضى، وكان السؤال الذى طارد فريق العمل كيف تتواجدون فى (كان) على السجادة الحمراء بينما دماء السودانيين تنزف فى الشوارع؟، جاءت الإجابة العملية يجب أن يرى العالم السودان وهو يناضل من أجل الحياة حتى من خلال شريط سينمائى، وحصل الفيلم- بعد عرضه فى قسم (نظرة ما)- على جائزة (الحرية) التى كان الشريط السينمائى يناضل من أجلها.

ثم عرض الفيلم بعد 7 أكتوبر بالقاهرة، وقال البعض كيف نحتفل بفيلم بينما أهالينا فى غزة يستشهدون؟، وجاء الرد العملى بأن الشريط السينمائى يحمل قيمة الحرية والدفاع عن وحدة الوطن، وهو ما نحتاج إليه الآن، وهكذا عزف الفيلم على آمالنا وآلامنا وسط حفاوة من الجمهور المتعطش دومًا للإبداع الصادق، ليثبت أن السودان فى طريقه لكى يستعيد حريته وكرامته ووحدته.

فى الافتتاح يحرص رئيس المهرجان على الأجواء السويدية التقليدية فى الملابس والموسيقى، يختتم المهرجان فعالياته يوم 27 إبريل بالفيلم السعودى (هجان) للمخرج المصرى أبوبكر شوقى، وشارك بإنتاجه أيضا كل من مصر والأردن، قدم شوقى أول أفلامه قبل أربع سنوات (يوم الدين)، مشاركًا فى المسابقة الرسمية لمهرجان (كان)، وهى تعد حتى الآن آخر مشاركة للسينما المصرية داخل المسابقة.

يحرص المهرجان على الانتقال بالأفلام إلى عدة مدن فى السويد، كما أنه يعرض الأفلام فى عدد من المدارس والجامعات ليشارك الجميع فى هذا العرس السينمائى.

ومن التظاهرات الهامة جدا قسم (ليالى عربية)، ينظمه المهرجان بالاشتراك مع هيئة الأفلام السعودية، كما تقام أيام مهرجان مالمو لصناعة السينما مسابقة سيعلن عنها السبت القادم، لاختيار عشرة مشروعات سينمائية يتم دعمها ماليا.

هذه الأفلام تصبح فى العادة هى المرشحة للعرض فى فعاليات الدورة التالية للمهرجان.

من الأفلام المشاركة من تونس (بنات ألفة) كوثر بن هنية (وراء الجبل) محمد بن عطية،

من فلسطين (الأستاذ) لفرح نابلسى، واليمن (المرهقون) عمر جمال والأردن (إن شاء الله ولد)، والسعودية (مندوب ليل) لعلى الكلثمى، والمغرب (كذب أبيض) أسماء المدير، ومن سوريا (تحت سماء دمشق) هبة خالد وطلال ديركى وعلى وجيه، والعراق (ميسى بغداد) لسهيم عمر خليفة، ومن مصر (أنف وثلاث عيون) أمير رمسيس.

السينما تتكلم عربى، والمهرجان أيضًا

omantoday

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خبز وكعك وإشاعة

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

متى تغيِّر احتجاجات الطلاب معادلات السياسة؟

GMT 09:01 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ابحث عن العقيدة في موسكو

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ملف الهجرة بين ترامب وبايدن؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مالمو 14» لا يكذب ولا يتجمل «مالمو 14» لا يكذب ولا يتجمل



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 19:02 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 19:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab