حي الطريف بالدرعية

حي الطريف بالدرعية

حي الطريف بالدرعية

 عمان اليوم -

حي الطريف بالدرعية

بقلم : زاهي حواس

كما ذكرنا من قبل، يقع حي الطريف في قلب المملكة العربية السعودية، ويمثل شهادة حية ومتجددة على التراث التاريخي والمعماري العريق. ويعد حي الطريف من أهم الأماكن الأثرية وأحبها إلى قلب كل السعوديين. وترجع النهضة في عمليات الإحياء والترميم لهذا الحي إلى جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز منذ أن كان أميراً للرياض. وقد وضع حي الطريف المهيب ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو. وقد يعتقد البعض أن عملية اختيار موقع أثري ضمن قائمة التراث العالمي موضوع سهل أو يسير، بل العكس هو الصحيح! فإن الأمر يتطلب إعداد ملف ضخم يشمل كل ما يتعلق بالموقع وأهميته، والأحاجي أو الأسانيد التي تؤهل الموقع للانضمام إلى قائمة الآثار التي تصنف بأنها تراث عالمي. وإعداد مثل هذا الملف يتطلب جهوداً جبارة من فريق من الخبراء الأثريين، وقبل أن يتم اختيار الموقع يتم عمل تفصيل شامل بالصور والرسومات للموقع وأهميته الأثرية، ويرسل بعد ذلك إلى لجنة التراث العالمي، وبعد ذلك تتم عملية الاختيار لدخول الموقع للمناقشة داخل لجنة التراث، التي تعقد سنوياً، وداخل اللجنة تحدث مناقشات وصراعات قوية حتى يوافق الأعضاء على ضم الموقع ليكون ضمن قائمة التراث العالمي.

يحتضن حي الطريف التاريخي قصص أجيال ممتدة بين جدرانها المبنية من الطين، ويقدم لنا هذا الحي تجربة فريدة لإحياء ماضٍ يتجاوز حدود المباني والممرات القديمة. إن قدرة هذا الحي على التكيف وارتباطه الوثيق بالدرعية وتاريخها الضارب بجذور عميقة في قلب تاريخ المملكة الحديث تجعل الحفاظ عليه أمراً يتعلق بالحفاظ على الهوية السعودية، وعلى التقاليد الفريدة بوصفه ممثلاً للثقافة النجدية. وتتناغم المباني المشيدة من الطوب مع الطبيعة المحيطة بها، وتتميز بعمارتها النجدية المميزة وتفاصيلها الفنية المعقدة التي تحمّل مَن تأملها تجربةً للهجرة، ويُعدُّ هذا الإرث الحي للثقافة النجدية مصدر فخر للمنطقة، وفيه إلهام للحفاظ على التراث في عالمنا الحديث.

وفي هذا المتحف المفتوح أي الحي (نقصد حي الطريف) تشهد كل لبنة من الطوب على تأثير الطبيعة والتقاليد والحياة الاجتماعية، وعلى التخطيط العمراني بواجهته المزينة يدوياً ومساحته المترابطة. ولا تكمن أهمية الثقافة النجدية في سياقها التاريخي فحسب، بل أيضاً في قدرتها على إلهام الابتكارات مع الحفاظ على جوهر التقاليد العريقة. واجب على كل من هو عاشق للتراث أن يزور حي الطريف ليشاهد موقعاً تنطبق عليه كل مواصفات التراث الإنساني العالمي.

 

omantoday

GMT 17:01 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أصغر من أميركا

GMT 16:59 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

ملحمة وطنية للأبطال الذين أُزهقت أرواحهم!

GMT 16:58 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

العلم في مكان آخر

GMT 09:43 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

كيف يفكر نتانياهو؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حي الطريف بالدرعية حي الطريف بالدرعية



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

مسقط - عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 20:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 16:53 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 16:52 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 17:12 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab