بقلم : محمد الرميحي
ما إن أُعلنت وفاة الشيخ نواف الأحمد الصباح حتى تداعى الكويتيون لنعيه، ورُفع على وسائل التواصل الاجتماعي شعارٌ يبدو أنه أصبح شعار الكويتيين «رحيل أمير العفو... وأهلاً بمشعل الإصلاح»، ربما لما تاق إليه المجتمع الكويتي من إصلاح شامل في أجهزة الدولة.
خلال أقل من عشرين عاماً، فقدت الكويت ثلاثة أمراء: المرحوم الشيخ جابر الأحمد (توفي يناير/ كانون الثاني 2006) والمرحوم الشيخ صباح الأحمد (توفي 2020)، وأخيراً نواف الأحمد الذي وافته المنية السبت (16 ديسمبر/ كانون الأول 2023) الحاكم السادس عشر في أسرة الصباح، والسادس بعد الاستقلال وسن الدستور عام 1961، وهو أقصر حكام الكويت بقاءً في الحكم (ثلاثة أعوام تقريباً) منذ فترة طويلة.
بعد فترة قصيرة من حكمه عُرف أنه مصاب بمرض، وكان المجتمع الكويتي يعرف ذلك، لهذا فقد كان التعاطف معه واسعاً، وقد فوَّض بعض صلاحياته لولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، لذلك بمجرد إعلان الوفاة ودون أي تنسيق أغلقت معظم ديوانيات الكويت أبوابها؛ حداداً على الفقيد، ولم تخلُ سنوات حكمه من أزمات، خصوصاً في الجانب السياسي الداخلي، من حل أو إبطال لمجلس الأمة الكويتي، ومن ثم الدعوة إلى انتخابات مبكرة. شابت تلك السنوات الكثير من الأزمات، وقبل وفاته بأيام صدر عفو شامل تقريباً عن كل المدانين السياسيين، لذلك استحق أن يلّقب لدى الجمهور بـ«أمير العفو».
الأمير الراحل قضى معظم سني حياته خادماً لوطنه منذ أن كان محافظاً لمنطقة حولي المختلطة السكان، من مواطنين ومقيمين، وقضى في المنصب فترة طويلة تناهز العشرين عاماً، بعدها تولى أكثر من مرة وزارة الداخلية، وأيضاً وزارة الدفاع، وعُرفت عنه في جميع مناصبه الاستقامة، وكان منضبطاً في أداء عمله.
بوفاة المرحوم نواف الأحمد تدخل الكويت عصراً جديداً، ويحدو الكويتيين الأمل في أن يكون عصر إصلاح وإنجاز. رحم الله الفقيد وأسكنه جنانه.