المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي

المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي

المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي

 عمان اليوم -

المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي

بقلم : محمد الرميحي

كلما سنحت لي الفرصة لزيارة مدينة دبي العاصمة الكوزموبوليتينية لدولة الامارات لا أتردد. يزور الناس وربما بالملايين دبي لأسباب مختلفة وكثيرة، شخصيا أزورها لثلاثة أسباب رئيسية، الأول اللقاء ما أمكن بالأصدقاء، والثاني زيارة أكبر متجر لبيع الكتب في أحد اسوق دبي الكبيرة (لا أريد أن أذكر الاسم ولا حتى المكان حتى لا أقع في خطر الإعلان)، ولكنها سوق كتب مثيرة تجد فيها الكثير من الإصدارات الجديدة باللغة العربية واللغات الأخرى خاصة الإنغليزية، أما ثالث الأسباب فهو لحضور ملتقيات علمية تنظم في المدنية على أفضل مستوى.

في الأيام الاولى من العام الجديد احتضت دبي "المنتدى الاستراتيجي العربي"، وهو اجتماع سنوي أحضره لأول مرة، وكان تحت عنوان "المخاطر والفرص التي تحيط بالعالم العربي"، وتحدث فيه نخبة من المتحدثين من العرب والخلجيين والعالم، سواء بالحضور أو من خلال النقل عن بعد، يكفي ذكر ثلاث شخصيات على سبيل المثال لا الحصر  للإشارة الى التنوع  الفكري في هذا الملتقى، الأمير تركي الفيصل، وهو صاحب خبرة لا تضاهى في  التفكير الاستراتيجي، والسيد فرانسيس فوكوياما  الخبير الاستراتيجي الأميركي، وفيتالي نعومكين، الخبير الروسي، طبعا مع أسماء مهمة شاركت في تقديم الأفكار في هذا المنتدى.

لفتتني الكلمة المعمقة للسيد محمد القرقاوي (وزير شؤون مجلس الوزراء في الإمارات) الداعي للقاء، عندما استشهد بكلمة للشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء وحاكم دبي، حيث قال: "إذا كانت السياسة هي العربة، والاقتصاد هو الحصان، فلا يجوز وضع العربة أمام الحصان!"، في تفضيل واضح وذكي لأهمية الاقتصاد لاستقرار الشعوب ونمائها. وأكد القرقاوي في كلمته "إننا نشهد تحولات كبرى في العالم، بيئية وتقنية وسياسية واجتماعية"، وأشار في لفتة هامة الى "الاستقطابات الفكرية والدينية السياسية والاجتماعية" التي نشهدها في زماننا.

 
وهناك خمس إشارات هامة تطرق اليها المنتدى هي:

 
1-    التكيف من أجل الازدهار، وكيف يمكن للعالم العربي أن يجد له دوراً في عالم متغير، والإجابة هي التكيف مع المستجدات ووعيها، في عالم تسقط أو تتلاشي فيه "الأيديولوجيا" وتصعد فيه "السوسيولوجيا" في إدارة الشعوب، فلم تعد شعوب العالم مقتنعة بالأيديولوجيا التي سادت معظم سنوات القرن العشرين، ومنها الشيوعية والرأسمالية، فاكتشفت الشعوب أن هناك طرقاً أخرى لتحقيق الخير العام، وهي التوازن والتكيف مع المستجدات الاقتصادية والاجتماعية.


2-    استمرار التحالفات والمنافسات في إعادة تشكيل الساحة الإقليمية "الخليجية"، فلا مناص من التنافس "دون صراع"، وسيكون ذلك التنافس معترفاً به بين الشركاء في حدود قواعد اللعبة، ولا مناص من التحالف الذي يحفظ السلم، في إقليم مضطرب يسوده اللايقين، ولا مكان لفرض أيديولوجيات عفى عليها الزمن، تسبب لمن يطبقها العثرات.

3-    صراع القديم والجديد، وهو أمر عاش فيه العالم العربي لعقود، وآن الأوان لتحديد ما هو الصالح والمعاصر من "القديم"، وما تجاوزه الزمن من هذا القديم، فالخضوع لتفسيرات من الزمن القديم وفرضها على الزمن الحديث مخل بمسيرة الشعوب، ومعطل لآمال القطاعات الشابة القادمة، فلا بد من خوض معركة "التجديد" بكل ما تستحق من عناء.

4-    تولي زمام المبادرة، مع التوسع الاقتصادي الهائل وتقدم غير مسبوق في التقنية، وربما التخلي التدريجي عن الطاقة الاحفورية، لا بد من أخذ زمام المبادرة في توجيه الاقتصاد إلى "اقتصاديات المستقبل" وهي التقنية الحديثة والرقمنة، ويحتاج ذلك إلى تعليم حديث ذي كفاءة عالية، فالركون إلى ما نحن فيه، هو الوقوف، والعالم في حالة مسيرة لا تتوقف.

 
5-    فرص وتحديات جديدة، من التحديات ما يواجه العالم العربي اليوم، فبعضه يحوض حروباً أهلية، وأخرى بينية، وبعضه يواجه صعوبات اقتصادية، نتيجة فقر في الإدارة أو حتى فساد، كما أن الفساد، سواء كان في مجتمع غني أو فقير، هو كالوباء إن انتشر أصاب الجميع.

 
خلاصة القول إننا في منطقة تئن بصوت مرتفع من خلافاتها، وغياب صارخ لـ"آليات سلمية لحل الخلاف" وعادة يتحول الخلاف إلى اختلاف، لا يسمم المشهد السياسي فقط، ولكن أيضا الاقتصادي والاجتماعي، حيث يسود فيها القول ويقل الفعل، وتنتشر فيها الخرافة ويقل العلم.
تلك مجموعة من انطباعات شخصية لما قيل، وأيضا لما تمت مناقشته مع الزملاء خارج لقاء المنتدى، إلا ان فكرة المنتدى، وطريقة تنفيذه (format) وهي ليوم واحد كثيف؛ طريقة مبتكرة تحفظ الوقت وتعظم الفائدة.

omantoday

GMT 23:31 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

أموال وأصوات في بلاد العم سام

GMT 23:30 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

البناء والإصلاح اليمنى

GMT 23:28 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

بأي حال كنت ياعيد..!

GMT 23:27 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

أحمد فتحي شاعر مظلوم

GMT 23:22 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

حملة مطاردة السوريين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

مسقط - عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 22:03 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 21:30 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab