ما تكشفه حرب غزة

ما تكشفه حرب غزة

ما تكشفه حرب غزة

 عمان اليوم -

ما تكشفه حرب غزة

بقلم:أمينة خيري

للمهتمين بشؤون العالم والثقافات والحضارات والأخلاقيات والمعايير المزدوجة، والعقائد المتأرجحة بين الخير للجميع باستثناءات وتبرير الشرور، وربما «التمتع» بنظرة بانورامية مطلة على الكوكب من أعلى، سيجدون فى مجريات حرب غزة منذ قررت «حماس» القيام بعملية «طوفان الأقصى» وما تلاها من مآسٍ وأحداث جسام ما يكفى للانكباب على مئات وربما آلاف من أطروحات الدكتوراة والدراسات المعمقة لمعرفة حقيقة سياسات الدول، ومصالح التكتلات، وتأرجحات التوازنات.. والقوس مفتوح.

وبعيدًا عن تشنجات السياسة، وفورات الغضب، وتقيحات الفوضى الأخلاقية التى يموج بها المشهد، فإن هذه الحرب حفرت لنفسها فى التاريخ مكانة بارزة. المسألة لا تتعلق كثيرًا بنتائجها، أو حتى - كما يتمنى البعض - بأنها ستحلحل القضية وتحرك المياه الراكدة وتوقظ مشاعر العالم لتدفع بالقضية الفلسطينية نحو صدارة تفكير العالم وأولوياته واهتماماته (شخصيًا، لا أعتقد ذلك)، لكنها تتعلق بكشف الغطاء على محتوى العالم. أتحدث هنا عن كشف حقيقة ما وصلت إليها «ساجا»

Saga أو «ملحمة» حوار الحضارات وتقارب الثقافات، وغيرها من الجهود التى بذلت على مدار عقود، ولكنها على ما يبدو، اقتصرت على قاعات مكيفة واجتماعات منمقة وتوصيات مرتبة، لكن أيًا منها لم يصل إلى الأرض، حيث الواقع والشعوب. أتحدث هنا لا عن فلسطين وإسرائيل أو العرب وإسرائيل، لكنى أتحدث عن فلسطين والعالم أو العرب والعالم. رد فعل العالم (غير العربى وغير الإسلامى) الأول والمستمر إلى حد كبير كشف عن غياب تام لأبعاد المأساة الفلسطينية التى باتت تتمتع بكل عوامل الاستدامة. لا تاريخ معروف، ولا ثقافة مفهومة، ولا مجريات أحداث واضحة على مدار عقود. ولولا جنون إسرائيل فى رد فعلها، ولولا آلات الإبادة الإسرائيلية الدائرة رحاها دون هوادة لتحصد حياة الآلاف.. لَمَا تفاعل المتفاعلون؛ وهذا يعنى أن منبع التفاعل المحورى هو عداد القتلى، وليس التاريخ أو الجغرافيا أو الحقوق.

غطاء آخر كشفته، أو بالأحرى أوضحته الحرب بشكل لا يدع مجالًا للشك هو: الهوة العميقة السحيقة المريعة فى الخطاب الإعلامى العربى القادر على الوصول إلى شعور العالم غير العربية وغير المسلمة، على أساس أن الأخيرة متضامنة «كده كده»، وهذه الهوة تتمثل فى إصرار عجيب على مخاطبة غير العرب بلغاتهم ولكن بالطريقة العربية. والمعروف أن ما يؤثر فينا لا يؤثر فيهم بالضرورة، وأن أساليبنا المعتمدة فى التأثير على الجماهير هى والعدم سواء لدى آخرين، وأن الصراخ والولولة والنحيب المستمر لا يؤتى الثمار نفسها هناك مثلما تؤتى هنا. الاستثناء الوحيد فى القدرة على الوصول لغير العرب عبر وسيلة إعلامية تتجسد فى بضع قنوات إقليمية.. ومن ثم، فرسالتها الإعلامية تبث ذلك رأسًا فى أدمغة المشاهد غير العربى. وقائمة موضوعات البحث لما كشفت عنه الحرب طويلة.. وقريبًا نتحدث عن تديين القضية.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما تكشفه حرب غزة ما تكشفه حرب غزة



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 05:08 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

برج الثور عليك أن تعمل بدقة وجدية لتحمي نفسك

GMT 16:24 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 17:11 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 09:26 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج العقرب

GMT 05:12 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 23:29 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

عبارات مثيرة قوليها لزوجكِ خلال العلاقة

GMT 19:51 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 09:50 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الدلو

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon