أنا أكثر وطنية منك

أنا أكثر وطنية منك!

أنا أكثر وطنية منك!

 عمان اليوم -

أنا أكثر وطنية منك

بقلم:أمينة خيري

«ما الوطنية؟».. يبدو السؤال جديرًا بموضوع إنشاء فى حصة اللغة العربية وقت أن كان «الأستاذ» يسهّل علينا حياتنا، ويمنحنا خمسة عناصر نبنى عليها الموضوع. وعلينا الاستشهاد ببيت شعر وآية من القرآن الكريم، للدلالة على معانى الوطنية. وكلما كتبنا أكثر، انبهر المصحح بطلاقة أقلامنا وحصافة عقولنا وأعطانا درجة أقرب إلى الدرجة النهائية، وحبذا النهائية. عشرة على عشرة فى الوطنية.

لكن الحقيقة أن تعريف الوطنية أمر بالغ الصعوبة، ولا سيما هذه الأيام. إذا سألت أى شخص، بغض النظر عن درجة تعليمه ونوعيته أو عمره أو انتماءاته الاجتماعية والاقتصادية، سيخبرك أن الوطنية هى حب الوطن.

لكن.. ما المقصود بحب الوطن؟.. أول ما يتبادر إلى ذهن الأكبر سنًا ربما الكلمات الرائعة التى غناها الراحل محمد عبدالوهاب: «حب الوطن فرض عليا، أفديه بروحى وعينيا». وهنا تتركز معانى الحب فى «الفرض» وليس الاختيار، كما ترتبط ارتباطًا شرطيًا بالفداء والتضحية بالروح والعينين، أغلى ما يملك الإنسان.

وقد يأتى الأصغر سنًا، أو أولئك الذين ينتهجون نوعًا من التفكير النقدى فى الأشياء بعيدًا عن الفرض والإلزام والإجبار، فيخبروننا بأن الحب، ولو كان للوطن، اختيارى، وأن مسألة التضحية نسبية أو رمزية.. بل قال لى أحدهم ذات مرة إن مجرد بقائه فى الوطن فى ظل ظروف اقتصادية صعبة هو تضحية، ولا مجال أن يطلب منه أحد المزيد منها.

نعم، حتى تعريف الوطنية أمر صعب. خذ عندك مثلًا عزيزى القارئ.. يعتقد البعض أنه وطنى حين ينعت مواطنا آخر بقلة الوطنية، بل ربما الخيانة، لأنه ينتقد فسادًا أو إهمالًا أو تقاعسًا فى الوطن. وقد يذهب المواطن الهُمام إلى درجة اغتيال المواطن المنتقد معنويًا، وذلك عبر شتمه وسبه ووصمه بالعمالة مثلًا على منصات السوشيال ميديا، وذلك حتى يرتدع ويعود إلى حب الوطن بمعايير المواطن الوطنى الأول.

الطريف أن المواطن الذى ينتقد سلبيات ما فى الوطن قد يعتبر بدوره المواطن الأول الرافض للانتقاد، والمندد بمبدأ المطالبة بالتحسين والتطهير غير وطنى أو ناقص وطنية. لماذا؟ لأنه يؤمن بأن الوطنية هى الرغبة المستمرة فى تحسين أداء الدولة المقامة على أرض الوطن.. وهلم جرا.

أعتقد أننا جميعًا فى حاجة إلى مراجعة معنى الوطنية، لا بغرض اعتماد تعريف محدد لها وفرضه فى حصة التعبير أو فى تصحيح سؤال «ما المقصود بالوطنية؟» فى امتحان النصوص، ولكن لتوسيع الأفق، وحبذا لو تصحيح معتقدات وأفكار، دون أن يعلن أحدهم فوقيته على الآخرين فى الوطنية.

ويمكن أن تكون نقطة البداية التفكير فى الفرق بين «الوطنية» Patriotism و«الوطنية» Nationalism.. وهذه الأخيرة تترجم أحيانًا «قومية»، ولكنها تظل فى قواميسنا «وطنية».

أسمع البعض يقول: «ما هذا الصداع؟! حب الوطن هو حب الوطن وخلاص!» وأنا أقول: ربما إعادة التعريف تعطينا براحًا أوسع لنحب الوطن، كلٌّ بطريقته.. أو «خَلّونا نِتسلّى».

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا أكثر وطنية منك أنا أكثر وطنية منك



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 05:15 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

توازن بين حياتك الشخصية والمهنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 04:06 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 04:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 21:30 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 04:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 05:19 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في منزل الحب يساعدك على التفاهم مع من تحب

GMT 20:16 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 23:29 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

عبارات مثيرة قوليها لزوجكِ خلال العلاقة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon