بقلم - أمينة خيري
كثيرون ينتظرون تعديلًا أو تغييرًا حكوميًا بفارغ الصبر. جزء من فراغ الصبر سببه أن مثل هذه الأخبار والإجراءات تجذب الناس وتثير حب فضولهم واستطلاعهم. وجزء آخر يعود إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتى طالت الجميع والتى أبدى الجميع جلدًا وصبرًا عظيمين يستحقان جائزة نوبل فى الجلد. ورأيى أن هذا الانتظار الشعبى ليس كرهًا فى الحكومة الحالية، ولكن أملًا فى أن أى تغيير سينعكس حلحلة فى أوضاعهم المعيشية.
الجميع أجرى تعديلات جذرية على ما كان يتم شراؤه من قبل من سلع غذائية. تم الاستغناء عن السلع التى جن جنونها، وجرى ترشيد الباقى. ومن غير زعل، أقول بكل ثقة إن الغالبية المطلقة من الناس لا تثق أو تستبشر كثيرًا لدى الإعلان عن أية إجراءات حكومية لضبط الأسواق أو مراقبة الأسعار، وهو ما يمكن تفسيره فى ضوء العديد من الأسباب التاريخية، واللوجستية أيضًا. المواطن يعرف أن الحكومة، ومعها على الجبهة ذاته، تلعب لعبة القط والفأر مع التاجر. والمواطن يعلم أيضًا أن التاجر ذكى وحويط ولن يحدث أبدًا أن يمس هامش ربحه، حتى لو كان قد رفعه إلى سقف يناطح السماء.
لا أقول إن الزيادات الرهيبة التى حدثت فى الأسعار على مدار الأعوام القليلة الماضية، والتى احتدمت نيرانها خلال العام الماضى، سببها التجار فقط. نعلم أن أسبابًا عالمية، وأخرى محلية لها علاقة بأوضاعنا، تسببت فى جزء مما نكابده. وأعود إلى حكاية عدم الثقة فى إجراءات خفض أو ضبط، وذلك يعود إلى أن المواطن يحمل خبرة عقود طويلة مفادها أنه حتى لو تم ضبط السوق يومًا أو يومين، فإن العبرة بالاستدامة، والظروف والأحوال والثقافة والضمائر لا توفر ما يضمن هذه الاستدامة.
وجهة نظرى الشخصية هى أن الحكومة الحالية أشبه بحكومة الحرب. بقيت الوزيرات والوزراء فى مناصبهم فى ظروف اقتصادية هى ضمن الأصعب فى تاريخ مصر الحديث، وتحملوا سيولًا من الانتقادات التى حملتهم بصفة شخصية ما يعانيه الناس. إنها ضريبة العمل العام والسياسى والقيادى. شخصيًا مسألة التعديل أو التغيير الوزارى لا تشغل بالى كثيرًا.
باستثناء حب الاستطلاع والفضول الفطريين مضاف إليهما طبيعة العمل الصحفى. أى تعديل أو تغيير وزارى يحدث فى هذه المرحلة – مع كامل وشامل الاحترام للوزراء الموجودين حاليًا والمستقبليين إن تم التغيير والباقين لو تم تعديل وبقوا فى مناصبهم- لن يؤثر كثيرًا على المشهد إلا لو شهدت السياسات الاقتصادية تغييرًا وتعديلًا مدروسين ومخططين.
أما ما عدا ذلك، فهو حب استطلاع وفضول فقط. وأقتبس مما قاله دكتور زياد بهاء الدين فى حديث تليفزيونى قبل نحو شهرين. قال إن تغيير السياسات مطلوب، يصحبه تغيير فى الأشخاص. وأشار إلى أن أى دولة لها دور فى الاقتصاد، لكن المسألة تحتاج «تنظيمًا». عيد قيامة مجيد لمسيحيى مصر، وذكرى تحرير سيناء عظيمة لكل مصر.