الواقع الافتراضي

الواقع الافتراضي

الواقع الافتراضي

 عمان اليوم -

الواقع الافتراضي

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

يبدو أن الفضاء الافتراضى أثر على حواس ومدارك البعض ممن يعيشون على أثيره. أطبق الواقع الافتراضى بشكل شبه كامل على عقول وقلوب الملايين، وصارت هذه الملايين تعيش وتتنفس وتنام وتستيقظ واقعًا هو خيال، وحقيقة ما هي إلا سراب. قبل سنوات كتبت- خالطة الجد بالهزل- ماذا لو كان في الإمكان تحويل هذا الكم من المحتوى الذي نضخه على مدار ساعات اليوم الـ 24 إلى فعل حقيقى أو طاقة نشغل بها أجهزتنا ونزود بها سياراتنا؟، أو فول سودانى ولب أسمر نتسلى ونقزقزهم أمام التلفزيون؟. أغلب الظن أن قيمة الناتج كانت ستقدر بملايين الدولارات. لكن الغرق التام في أثير الـ «سوشيال ميديا»، وهو الغرق الذي جعل الملايين تتداول مقطع «مؤسف أن الكثير من التدوينات لأصدقاء تضيع بسبب خوارزميات الفيسبوك...» إلى آخر التدوينة التي تكتبها وتتشاركها الملايين بلا هوادة. ينتابك شعور أن عدم ظهور التدوينات مصيبة، وأن عدم تعليق الأصدقاء على التدوينات مصيبتان، وأن قلة عدد المشاهدات ثلاث مصائب. وعلى الرغم من أن المصائب الحقيقية على أرض الواقع أكثر وأفدح وأبشع، إلا أن هناك من آمن واعتنق الواقع الافتراضى لدرجة جعلته يعتقد أن «حرمان» أصدقائه من رؤية تدويناته كارثة وأزمة.

الطريف أن بين هؤلاء نسبة غير قليلة من تلك الفئة التي تستيقظ من نومها صباحًا لتهبد تدوينة تحذر فيها الأصدقاء أنفسهم من التعليق برأى مخالف لرأيهم، أو الاختلاف معهم من قريب أو بعيد حول محتوى الصفحة. الأدهى من ذلك أن بين هؤلاء المولولين على عدم ظهور تدويناتهم وشح عدد الـ «لايكات» التي يحصدونها من لا يجد حرجًا في توجيه السباب والشتائم لهؤلاء الأصدقاء الذين يبحثون عنهم بـ «منكاش» على الأثير، لماذا؟، لأنهم تجرأوا واعتنقوا مبدأ مخالفًا أو أيديولوجيا مغايرة!. بيننا من صار يتخيل أنه أصبح بطلًا قوميًا أو خبيرًا عسكريًا أو منظرًا استراتيجيا، وهناك من انتقل لمرحلة أعلى وصار على شفا الاعتقاد بأنه نبى مرسل لا ينبغى لأحد أن يعترض على رسالته أو يشكك في غايته. وإمعانًا في التوضيح، أقول إن من حق الجميع أن يكتب ويعبر ويختار من يبقى في «بيته العنكبوتى» ومن يرحل بالطبع، لكن أذكر بأن هذه البيوت العنكبوتية اسمها «التواصل الاجتماعى»، وأن هذا هو الغرض منها (على الأقل المعلن) في الأساس. وأذكر كذلك أن كلًا منا، والقادة والساسة وكبار المسؤولين وصغارهم، بشر. نخطئ ونصيب، تلتهب مشاعرنا وتهدأ. لكن فرقًا كبيرًا بين أن تعبر عن رأيك أو تفش غضبك وغلك عبر تدوينة تقول فيها إن على الجيوش أن تفعل كذا أو على شعوب الأرض أن تفكر هكذا على سبيل «فشة الخلق»، وبين أن تعتقد وتنام وتصحو وأنت على يقين بأن خطتك الموضوعة للجيوش والمرسومة للشعوب هي ما ينبغى أن تكون، وأن المعترض عليها خائن وعميل وخانع. قواعد الواقع الافتراضى يا عزيزى تختلف عن الواقع.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقع الافتراضي الواقع الافتراضي



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 04:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 21:47 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 19:34 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 19:40 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 23:29 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

عبارات مثيرة قوليها لزوجكِ خلال العلاقة

GMT 19:07 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon