فرسان المغرب التقليديون رواد حرب العصابات
آخر تحديث GMT13:09:49
 عمان اليوم -

موروث شعبي يتحدى العصرنة

فرسان المغرب التقليديون رواد حرب العصابات

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - فرسان المغرب التقليديون رواد حرب العصابات

موسم الفروسية التقليدية في المغرب

الدار البيضاء - سعيد بونوار ارتبطت مواسم الفروسية التقليدية في البوادي المغربية بلحظات الفرح والسعادة، التي تلي انتهاء مواسم الحصاد، وتواكب أيام الأفراح وحفلات الزفاف، أو في الأعياد الدينية والوطنية، وحتى في سنوات الجفاف التي هبت برياحها على المغرب في عقد الثمانيات والتسعينات، ظل الارتباط بالفروسية التقليدية قائما،  ومعها توطدت العلاقة مع الحصان في زمن هيمنة السيارات الفاخرة، عاكسا ارتباط المغربي بعاداته وتقاليده وهويته مهما اشتدت عليه الأمور، أو تعاقبت عليه النكبات، أو مارس التمدن تأثيره على الأهواء والأعراف  والرغبات.
ويشعر الفلاح المغربي بأن " الحرْكة"، ( الفروسية) ومعها سماع صوت البارود المدوي، تدخل في فلسفة الرجولة، والشهامة والمروءة التي تطبع هذا الإنسان، إنها تذكرهم بالرفعة التي منحها الفرس للإنسان العربي المسلم، ببسط الرمز للحاكم ونفوذه وقوته،.
ومع ذلك فالعناية بالخيول، وبذل الغالي والنفيس من أجل راحتها والسهر على رعايتها، والتصدي لكل أشكال طمسها، ظلت لصيقة بالفارس المغربي، ولم تؤثر فيها بأي شكل من الأشكال عوامل الطبيعة.
ويروي عاشقو الفروسية المغربية التي يسميها البعض بـ"الفانتازيا"، أنها  تعبر عن تقنية حربية قديمة عرفت بـ"الكر والفر"، وكانت تقوم على انقضاض مجموعات خفيفة ومتتالية من الفرسان بسرعة خاطفة على الأعداء وتنسحب بالسرعة ذاتها، ومعاودة العملية عدة مرات إلى حين إرهاق العدة، معنى ذلك أن المغاربة كانوا سباقين عالميا إلى تقنية حرب العصابات التي أثبت فعاليتها في حركات التحرير لدى الكثير من الشعوب. وهذا هو الشكل الذي يميز الاستعراضات المغربية في الفروسية، إذ تتباهى كل قبيلة بفرسانها أو مجموعة فرسان يُطلق عليهم بـ"الصُربة" المشتقة من السرب.
وبات الحصان يملك أكبر من هذه الحضوة، بل لا يمكن أن يمر حدث، أو احتفاء دون أن تصطف صفوف الفرسان في انتظار إمتاع الجماهير بألوان من الاستعراض، بالاعتماد على السرعة، والتوحد في إطلاق النيران، وهي تعبر عن دلالات ورموز عديدة منها: الانضباط الذي ينبغي أن يلتزم به الفرسان في الاستماع إلى أوامر قائدهم، ويسمى عند المغاربة بـ"لمقدم"، وضرورة الاندماج إلى درجة التوحد مع أعضاء الفرقة المعروفين باسم "الخيالة"، وهي  فرجة تستقطب الآلاف من الجماهير، وتخصص لها مساحات واسعة في ضواحي المدن، وغالبا ما تصحب هذه العروض بأهازيج الموسيقى الشعبية التي تثير الحماسة في الخيول قبل الجماهير.
وتشجع الحكومة المغربية مهرجانات الفروسية في القرى الفقيرة التي يبذل فيها الفلاحون الفقراء جهدا على حساب قوتهم من أجل أن يستمر هذا الموروث الشعبي.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرسان المغرب التقليديون رواد حرب العصابات فرسان المغرب التقليديون رواد حرب العصابات



اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

القاهرة - عمان اليوم

GMT 12:29 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
 عمان اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 12:29 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
 عمان اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab