نديمة تبدأ عروضها على مسرح القباني في دمشق
آخر تحديث GMT21:22:16
 عمان اليوم -

"نديمة" تبدأ عروضها على مسرح القباني في دمشق

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "نديمة" تبدأ عروضها على مسرح القباني في دمشق

مسرحية "نديمة"
دمشق - سانا

توليفة عالية من الأداء والضوء والموسيقا والشعر قدمه عرض “ نديمة ” لمؤلفه ومخرجه الفنان علي صطوف الذي أعاد الجمهور إلى ذاكرة عروض المونودراما السورية التي لطالما دأبت على الاحتفاء بالممثل الشريك في صياغة المقترح الإبداعي على الخشبة كفن جماعي لا إفرادي ومكتوب لممثل واحد.

ونجحت المسرحية التي افتتحت عروضها أمس على مسرح القباني في تقديم رؤيا خاصة عن الأزمة في سورية تضافرت فيها كل عناصر المسرحة مكونة تجربة جماعية بناها كل من كاتب “نديمة” ومخرجها وممثلتها الفنانة روبين عيسى حيث برز الإخراج المسرحي هنا مع جهد كل من مصمم الإضاءة الفنان بسام حميدي وأزياء الفنانة ريا قطيش جنبا إلى جنب مع موسيقا الفنان باسل صالح والتي جاءت كمناخ داعم لحكاية “نديمة” المرأة التي تعرضت للتهجير من بيتها بعد أن فقدت كل أمل لها في إنجاب طفل من زوجها العقيم.

1222وتروي المسرحية على امتداد قرابة خمسين دقيقة مأساة “نديمة” التي تلجأ في إحد أقبية الأبنية مقابل قيامها بغسيل ملابس سكان البناية حيث تبدأ مفارقات كثيرة مع هذه المرأة زاوج عبرها كاتب ومخرج العرض من خلال استعارة الملابس التي تغسلها الشخصية بين حيوات مختلفة لأصحاب هذه الملابس متكئا على عنصر الأزياء التي لعبت في العرض دور البطولة مرةً من خلال سيطرة هذه الأزياء على معظم الفضاء المسرحي ومرةً كأداة مساعدة لعمل الممثلة.

وقالت الفنانة روبين عيسى في حديث خاص لـ سانا أن عملها على شخصية “نديمة” كان بالتعاون المباشر واليومي مع الفنان علي صطوف الذي اعتبرت تجربتها معه من التجارب الخاصة لأن النص كان يحتاج إلى جلد كبير كي يتم نقله بذكاء على الخشبة.

وتابعت عيسى بالقول أجل إنها تجربة مهمة للغاية خضتها مع فريق العمل وبدعم من الدراماتورج رانيا ريشة للوصول إلى حلول تبرز شخصية المرأة السورية وما وقع عليها من جور في ظل الظرف القاسي الذي تشهده سورية منذ أربع سنوات.

وأوضحت عيسى أن التفرغ اليوم للعمل في المسرح يحتاج من الفنان أن يكون صادقا ومخلصا لفن الخشبة التي يقف عليها خصوصاً في زمن هيمنة التلفزيون وانخفاض أجور الممثلين في المسرح إزاء الأجور التي يتقاضاها لقاء وقوفه أمام كاميرا الشاشة الفضية.

وقالت عيسى التي اشتغلت أكثر من عرض مع مديرية المسارح والموسيقا أن عرض “نديمة” استثنائي على مستوى بناء الشخصية التي عملت مع المخرج صطوف على حياكة تفاصيلها واللعب على مستويات عديدة من التلقي سواء من خلال الأداء كممثلة أو حتى على صعيد الجسد والتعامل مع عناصر المسرحة من إضاءة وإكسسوار وموسيقا ورقص.

بدورها قالت الدراماتورج رانيا ريشة أن شغلها في هذا العرض كان على مسافة واحدة من جميع عناصره وليس على حساب عمل المخرج بل في صميم إغناء المونودراما كفن جماعي فمساحتي لا أسرقها بل أعمل على إيجاد توازن مشهدي وانفعالي بيني وبين كل فريق العمل وهذا ما كان ليتم لولا إيمان “كاست” العمل أننا جميعاً نشتغل من أجل الوصول إلى عرض يحترم عقل وذائقة الجمهور.

وأضافت ريشة ان العمل مع المخرج وكاتب العمل جاء منذ الأيام الأولى للبروفات المتواصلة منذ شهرين تقريبا لتحقيق معنى المتعة المسرحية وإلعمل أكثر فأكثر على التفاصيل التي تجعل من العرض فرصة للتفكير الجماعي واللعب الحر مع الممثل وكل فريق العرض وصولا إلى كتابة ثانية وثالثة على الخشبة تستفيد يوميا من البروفات السابقة وتبني عليها.

الفنانة ريا قطيش قالت إن شغلها على الأزياء توزع بين البحث عن ملابس تناسب الطرح الفني على المسرح ونوعية هذه الملابس التي تحولت بفعل وظيفتها إلى غرض أساسي من أغراض العرض وذلك بالتشاور الدائم مع المخرج والممثل والدراماتورج لأن الزي المسرحي زي بصري متحرك وليس ثيابا عادية وهو حمال أوجه ودلالات وخصوصاً مع “نديمة” التي تعاملت في العرض مع عشرات الأزياء للوصول إلى إغناء الحالة المسرحية وتكريس الزي في بنية العرض.

قصص متشابكة ومتداخلة كتداخل حبال الغسيل الذي ملأ فضاء الخشبة قدمه عرض “نديمة” من خلال غسيل لم يبدو منذ اللحظة الأولى للعرض أنه غسيل شرطي وحسب بل كان جوهر اللعبة المسرحية التي وظفها مخرج العرض لخدمة مقولة العرض التي ذهبت نحو تسليط الضوء على آلام المرأة المهجرة وفقدانها لأسرتها وللحماية النفسية والجسدية في زمن الحرب وذلك من خلال أداء لافت للفنانة روبين عيسى التي كرست كل أدواتها للتنقل بين قرابة العشرين شخصية على الخشبة مستعيرة طبقات صوت مختلفة من طفل إلى طفلة إلى نساء ورجال وعجائز مروا في ذاكرة غسيلها.

ديكور الفنان محمد وحيد قزق ساهم هو الآخر في إغناء فضاء العرض الذي أنتجته وزارة الثقافة “مديرية المسارح والموسيقا” “المسرح التجريبي” وذلك عبر مجموعة من الحبال المتشابكة والأواني الصدئة جنبا إلى جنب مع اللغة الشعرية التي حاولت المسرحية تدجينها لصالح الخشبة مرة في استعارة صوت الشاعر العراقي مظفر النواب في مقطوعته النبطية “يا حزن ما عرفتك” ومرةً عبر الإشارات القوية التي كانت بطلة العرض ترسلها بين فينةٍ وأخرى متكئةً على زجلية الحنين للوطن والشوق للماضي الذي كان.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نديمة تبدأ عروضها على مسرح القباني في دمشق نديمة تبدأ عروضها على مسرح القباني في دمشق



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 20:08 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

تطوير أدوية مضادة للفيروسات باستخدام مستخلصات من الفطر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab