ليست زيارة مجاملة

ليست زيارة مجاملة

ليست زيارة مجاملة

 عمان اليوم -

ليست زيارة مجاملة

محمد سلماوي

لم تكن زيارة وفد القيادات الإخوانية إلى وزارة الخارجية الأمريكية زيارة مجاملة، كما ادعت المتحدثة الرسمية للوزارة، فقد حمل وفد الإخوان المكون من خمسة أشخاص ستة ملفات حرصوا على طرح موضوعاتها فى اجتماعاتهم مع الجانب الأمريكى، والتى امتدت لثلاثة أسابيع، زاروا خلالها 12 مدينة أمريكية، وفى مقدمة هذه الملفات كان ما يتعلق بحقوق الإنسان، حيث قدموا لمن قابلوهم تقارير تدعى اعتقال وسجن وقتل واغتصاب المعارضين، ليس فقط من الإسلاميين، وإنما أيضاً من الملحدين والمثليين(!!).. ويلاحظ أن من استقبلوا وفد الإخوان فى وزارة الخارجية كانوا من المسؤولين عن الملف الحقوقى بالخارجية الأمريكية.

والملف الآخر كان ملفاً اقتصادياً يشير إلى تدهور الوضع الاقتصادى فى مصر منذ سقوط الإخوان، ويدعى أن الفساد استشرى فى كل مؤسسات الدولة، ما يعنى أن أى مساعدات اقتصادية لمصر تذهب سدى، أو يستفيد منها الفاسدون وحدهم.

ثم كان هناك ملف يتعلق بالقضاء، ويتضمن اتهام القضاء المصرى بالفساد، ويدعى أنه مسيس وغير مستقل، وقد تم تسخيره لإصدار الأحكام بالسجن والإعدام على الإسلاميين وتبرئة رموز نظام مبارك.

وربما كان الملف الأهم، فيما حمله وفد الإخوان فى زيارتهم إلى الولايات المتحدة، هو ما يتعلق بتنظيم الإخوان نفسه، وقد تضمن بعض البيانات والمواقف الدولية التى تتفق مع أن الإخوان تنظيم سياسى شرعى، وأنه تم انتخابهم دستورياً، لذلك فهم مازالوا الممثلين الشرعيين للشعب، وأن مختلف فصائل الشعب المعارضة متحالفة معهم، وفى مقدمتها الشباب وعدد كبير من المنظمات الشبابية غير الحكومية.

واعتماداً على كل هذه البيانات والمعلومات المغلوطة التى حملها وفد القيادات الإخوانية إلى الولايات المتحدة، عرض الوفد مبادرة تحت اسم «من أجل العودة إلى الديمقراطية فى مصر»، تقوم على إعادة محمد مرسى إلى الحكم باعتباره الرئيس الشرعى للبلاد الذى يجب أن يكمل فترة رئاسته أولاً، ثم يلى ذلك مرحلة انتقالية لمدة سبع سنوات، يتم خلالها إعادة هيكلة مؤسسات الدولة بهدف سيادة الشعب على المؤسسات الحكومية والأمنية والعسكرية أيضاً، وهنا تنص المبادرة على أن يكون وزير الدفاع مدنياً، وألا تتخطى المناصب العسكرية رئاسة أركان الجيش، كما هو الحال فى بعض الدول الأوروبية، كما يطالب الملف بوقف المساعدات العسكرية لمصر إلى أن يتم ذلك.

والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن هو: لماذا لم يطبق الإخوان مثل هذه الأفكار العبقرية خلال فترة حكمهم التى دامت سنة كاملة؟ لماذا لم يسعوا لسيطرة الشعب على مؤسسات الدولة بدلا من سياسة الاستحواذ التى اتبعوها؟ ولماذا لم يعين مرسى، الذى أقال وزير الدفاع السابق، وزيراً مدنياً بدلاً منه؟.. إن مثل هذه المبادرة البلهاء تفقد مصداقيتها لمجرد أنها آتية ممن كان بيدهم تطبيقها ولم يفعلوا، وهى تثبت، مع بقية الملفات التى حملها الإخوان إلى الولايات المتحدة، أن زيارتهم لم تكن، كما ادعت الخارجية الأمريكية، زيارة مجاملة.

 

omantoday

GMT 14:19 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حنجورية المواقف وواقعها

GMT 14:18 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

مشكلة جامعة الدول

GMT 14:16 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

GMT 14:15 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

اللواء «قدري الزهيري».. الرحمةُ التى غابت!

GMT 14:14 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

معنى النكبة

GMT 14:12 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 10:00 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

استهداف الحوثيين والإيرانيين في البحر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست زيارة مجاملة ليست زيارة مجاملة



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab