الرابحون في عهد عون

الرابحون في عهد عون

الرابحون في عهد عون

 عمان اليوم -

الرابحون في عهد عون

بقلم : منير الخطيب

بعد أربعة أيام ينتخب النواب العماد ميشال عون رئيساً. ويتمنى اللبنانيون أن تمتد أجواء التفاؤل إلى ما بعد الانتخاب وتشكيل حكومة العهد الأولى، وأن تتواصل التفاهمات بين المكونات المختلفة وصولاً إلى تسويات على قدر التطلعات ما ينتج قانون انتخاب عصرياً يوصل إلى البرلمان نواباً لا شك في شرعيتهم التمثيلية، من خارج «البوسطات» والمحادل. لن يكون يوم الجنرال الأول في بعبدا عادياً. يسيل حبر كثير عن عودته إلى القصر الرئاسي الذي خرج منه بمعركة غير متكافئة شهدت، إلى سلاح الجو السوري، توافقاً اقليمياً دولياً ضده جمع الأضداد في لحظة سياسية نادرة، ربما لم تتكرر منذ الحرب الأولى على العراق.

يحمل انتصار خيار ميشال عون السياسي، عدداً لا بأس من المنتصرين معه وبه. وكالعادة لكل معركة رابحة ألفُ أبٍ وخاسرٌ واحد، وهذا لا ينتقص من دور العماد الشخصي وقدراته وتصميمه. ومن المفارقات أن يتبوأ طليعة الرابحين مع الرئيس العتيد شخصيات متنافسة، متناقضة جذرياً.

لا أحد يزاحم السيد حسن نصرالله على الموقع الأول. فالأمين العام لـ «حزب الله» تعرض لضغوط من الحلفاء قبل الخصوم، وحشر في مفاضلة بين عين و«نورها».

 ومع ذلك لم يتردد ولو للحظة في المضي بخياره الرئاسي. دور «حزب الله» المتزايد عسكرياً وسياسياً كلاعب أساس على الساحة الإقليمية، لم يترجم تعسفاً في الداخل اللبناني، كأن يربط «الحزب» مسار الفراغ الرئاسي بمسار الحرب على سوريا، أو أن يرفض تفاهمات حليفه العماد مع صقور 14 آذار، بل اتخذ مواقف سياسية فيها من التواضع والتسامح ما يبرر تجاوز ترشيح زعيم «المردة» سليمان فرنجية، والامتناع عن معارضة التفاهم بين عون وسعد الحريري. هنا «حزب الله» كان لبنانياً أكثر بكثير من مدعي اللبنانية، ولبنانيته نابعة من إدراكه أن «الصيغة» لا تحتمل نصراً كاملاً لمجموعة على أخرى، ومن تفهمه خصوصية التعايش التي أدركها من قبل الرئيس الراحل رفيق الحريري بقوله الشهير: «لا أحد اكبر من (البلد) لبنان».

الرابح الثاني أو «فلتة الشوط» الرئيس سعد الحريري. «فلتة شوط» نظراً لوضعه المالي المتعثر، وحاله السياسي المتنقل من نكسة إلى أخرى، بدءاً من تسرب حلفائه، إلى انتخابات طرابلس البلدية، انتهاء بوصول خياره الرئاسي الى طريق مسدود.

 بدا الحريري وكأنه على سلم طائرة يودع البلد والسياسة. وإذ بقرار مفاجئ في المضمون والتوقيت، يعلن من منزله في وسط بيروت رئيس جمهورية لبنان الصعب، في الزمن الأصعب. ويصبح الحريري محور مشاورات دولية ومحلية لاختتام أيام الفراغ الرئاسي. إنجاز لم يسبقه إليه أي زعيم سني بمن فيهم والده الشهيد.

سعد الحريري بانقلابه على ما عَبَّأَ به جمهوره، وانسحابه من الخندق الذي وضع تياره فيه، يؤسس لزعامة مديدة ولدور كامل في استمرار لبنان بصيغته. جرأة الحريري نقلته من السياسي الشاب، المدلل، عديم التجربة، إلى مصاف الساسة المؤسسين أصحاب الإرادات، الصانعين للاستقرار على حساب «الثروة التي ضاعت في سبيل الثورة».

يبقى أن رئاسة عون رسخت رابحين آخرين وليين للعهد، سليمان فرنجية وسمير جعجع. هذا سباق ليوم آخر، تبقى الأفضلية فيه لـ «نور العين»، إذا عرف كيف يحتفظ بالإجماع الوطني الكبير الذي اكتسبه أخيراً.

omantoday

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خبز وكعك وإشاعة

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

متى تغيِّر احتجاجات الطلاب معادلات السياسة؟

GMT 09:01 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ابحث عن العقيدة في موسكو

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ملف الهجرة بين ترامب وبايدن؟

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

القطعية والنسبية في التفكير

GMT 08:46 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ملف الهجرة بين ترامب وبايدن؟

GMT 08:43 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

مصر والأزمات الإقليمية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرابحون في عهد عون الرابحون في عهد عون



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 04:06 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 21:50 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab