مائة عام على «ملوك العرب» ضربك الله بروحه

مائة عام على «ملوك العرب»: ضربك الله بروحه

مائة عام على «ملوك العرب»: ضربك الله بروحه

 عمان اليوم -

مائة عام على «ملوك العرب» ضربك الله بروحه

بقلم - سمير عطا الله

عندما نقرأ أمين الريحاني يجب أن نتذكر دائماً أنه قادمٌ إلى الديار اليمنية من مدينة نيويورك. والأخيرة كانت أحدث المدن في العالم، بما فيها المدن الأميركية نفسها. أما هنا، فالرجل يقول لقرائه قبل مائة عام إنه وصل إلى أعلى درجات «نقيل المحرس» التي منها تراءى جبل «بُعدان» ووراءه جبل «حب» أعلى وأبعد منه، و«انكشف أمامنا مشهدٌ آخر من السهول والهضاب في وسطها وعند متحدرٍ من جبل بُعدان، مدينة إبّ القديمة. ولدى وصوله، فعل ما تقضيه التقاليد، إذ يترجل المسافر، وينتظر قدوم المرحبين.

ترجلنا طائعين، كان قد تقدمنا أحد العساكر ينبئ العسامل بقدومنا، فبتنا ننتظر استقبالاً يليق بنا كما قال رفيقنا، رسول القاضي عبد الله العرشي. وما عتمت أن تحركت الجموع وخرجت من المدينة، فشاهدنا عسكراً زاحفاً إلينا، وسمعنا أصوات الأبواق والطبول. جاء العامل إسماعيل باسلامة بخيله، ورحاله، بجنده وجمعه، وبنوبته وأهازيجه، يستقبلنا ويرحب بنا باسم الإمام، وبعد السلام، ركبنا وانخرطنا أنا ورفيقي في ذاك الجمع المنيّل المهلل نحسب أنفسنا في حلم من الأحلام، أو في موكب من مواكب الجان، والجنود مسترسلو الشعور، مكحلو العيون، المزينة عمائمهم بالورود والريحان، حولنا وأمامنا».

أخيراً الضيف عند مضيفه الإمام يحيى حميد الدين، بل في ديوانه الخالي من مظاهر الفخامة: «أجل، إن الإمام يحيى هو الملك العربي العامل بثبات ونشاط وإدارة قلما تجدها في زملائه، ديوانه بسيط، قريب من الأرض، لا رفعة ولا ترفع فيه، يجلس متربعاً وأمامه منضدة صغيرة، وورق وأقلام وحبر، يجلس إلى يمينه كاتبه الأول القاضي عبد الله العمري، وإلى يمين القاضي ثلاثة من الكتاب رؤوسهم فوق أيديهم، وأيديهم على ركباهم يكتبون. وقبالتهم من زملائهم ثلاثة آخرون، وفي وسط الديوان جنديان جالسان أمام الإمام، بيد أحدهما الختم الإمامي والمحبرة الحمراء يختم الرسائل والخطوط والأوامر التي تدفع إليه. وبيد الثاني رزمة من القات ينتخب منها أوراقاً يقدمها لسيده الأكبر».

سوف نرى دعابات الريحاني وخفة ظله في كل مناسبة. وكان شقيقه ألبرت، قد وضع كتاباً عن أخيه المسافر، قال فيه إن الأخ المغامر يعثرُ على المفاكهة والضحك والسخرية في كل مكان وزمان. وإذ يصفُ لنا الرجل الضاحك الديوان الإماميّ يقول: «إنه مفتوحٌ دائماً لبعض السادة يدخلونه دون استئذان، فيسلمون ويجلسون ويسكتون، أما الرجل الوحيد المباح له الكلام والصياح، فهو الحاجب في الباب، وكثيراً ما كنا نسمع صوته ولا نرى وجهه. الوجع بكبدك، قلت لك الإمام مشغول ذا الحين... ناهي، ناهي... جوابك تحت الختم، البلا بروحك. ظل مكانك... اسكت يا يهودي، البرص يعميك... (أ) در له البندق يا انسي... على راسي. حسن الحرازي يا سيدي – لينتظر - هو يشتهي السفر، ذا الحيل لينتظر – يقول إن العامل... فيحتدم الإمام غيظاً ويصبح مثل حاجبه وبه – «ضربك لله بروحه، اسكت. اخرج!».

إلى اللقاء...

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائة عام على «ملوك العرب» ضربك الله بروحه مائة عام على «ملوك العرب» ضربك الله بروحه



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 11:56 2023 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بنزيما يعلن دعمه لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab