«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

 عمان اليوم -

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

بقلم : مشعل السديري

فوجئ حُرّاس قصر أمير المؤمنين المهدي بأعرابي يحمل في يده قطعة من جراب، وهو ينادي: هذا كتاب أمير المؤمنين، دلوني على هذا الرجل الذي يسمى الربيع فقد أمرني أن أدفعها إليه، فاستلمها الربيع وقدمها للمهدي الذي ضحك وقال: صدق، هذا خطي وهذا خاتمي، أفلا أخبركم بالقصة؟ قلنا: نعم يا أمير المؤمنين.

قال: خرجت قبل أيام إلى الصيد في غب سماء، فلما أصبحت هاج علينا ضباب شديد وفقدت أصحابي حتى ما رأيت منهم أحداً، وأصابني من البرد والجوع والعطش ما الله به أعلم، فشاهدت على البعد ضوء نار فقصدتها، فإذا بهذا الأعرابي في خيمة له، وإذا هو يوقد ناراً بين يديه، فقلت: أيها الأعرابي، هل من ضيافة؟ قال: انزل، فنزلت قائلاً له: اسقني ماء، فقدمه لي فشربت منه شربة ما شربت قَطّ شيئاً إلا وهي أطيب منه، فنمت نومة ليس هناك أريح منها في حياتي، ثم انتبهت فإذا هو قد وثب إلى شويهة فذبحها، وإذا امرأته تقول له: ويحك قتلت نفسك وصبيتك! إنما كان معاشكم من هذه الشاة فذبحتها، فبأي شيء تعيش؟ قال لها: لا عليك هاتِ الشاة، فذبحها وطبخها وقدمها لي طعاماً، فأكلت منها ثم قلت له: هل عندك شيء أكتب لك فيه؟ فجاءني بهذه القطعة، وأخذت عوداً من الرماد الذي كان بين يديه، فكتبت له هذا الكتاب وختمته بهذا الخاتم وأمرته أن يجيء ويسأل عن الربيع فيدفعها إليه، فإذا في الرقعة خمسمائة ألف درهم، فقال المهدي: لا والله ما أردت إلا خمسين ألف درهم، ولكن جدت بخمسمائة ألف درهم، لا أنقص والله منها درهماً واحداً، ولو لم يكن في بيت المال غيرها احملوها معه، فما كان إلا قليلاً حتى تكثرت إبله وشياهه، وصار منزله من المنازل تنزله الناس من أراد الحج من الأنبار إلى مكة، وسمّاه مضيف أمير المؤمنين المهدي.

ففي هذه الحادثة مثلان من السخاء، قدم أحدهما ذلك الأعرابي الذي ذبح شاته لضيفه وهو لا يملك غيرها، وحينما ملك ذلك المال الكثير بعد ذلك لم يبقَ يثمر ذلك المال ويتاجر به، وإنما رجع إلى خبائه ذلك على طريق الحجاج فصار يبذل من ذلك المال في إكرام الضيوف؛ وذلك لأن الكرم كان فيه سجية، فما إن ملك المال حتى صرفه فيما يرضي طموحه في هذا الجانب.

ما أروع كرم المهدي، ولا يقل عنه روعة كرم ذلك الأعرابي!

 

omantoday

GMT 18:57 2024 السبت ,11 أيار / مايو

الحياة تغيرت

GMT 18:55 2024 السبت ,11 أيار / مايو

عن التقدم والتقدميين

GMT 15:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فن الكذب عند ترامب!

GMT 15:41 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مواسمُ الأعياد.. والقلوبُ الحلوة

GMT 15:40 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

بورصة التغيير!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين «وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 20:21 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

عاصفة شمسية تلوّن السماء بأضواء قطبية
 عمان اليوم - عاصفة شمسية تلوّن السماء بأضواء قطبية

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:21 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الميزان

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 08:56 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab