نجومية «روسو» «كمغنٍ للبوب»

نجومية «روسو»... «كمغنٍ للبوب»

نجومية «روسو»... «كمغنٍ للبوب»

 عمان اليوم -

نجومية «روسو» «كمغنٍ للبوب»

بقلم : فهد سليمان الشقيران

تجارب الناس مع بعضهم تتشابه، وآية ذلك أن مجموعة من الأمثلة الشعبية المتصلة بالطبيعة البشرية مطروقة بأساليب مختلفة لدى الشعوب كلها.

من ذلك أن الطبيعة البشرية تتغيّر حين تتوسط بين العلاقات مجموعة من المصالح. من الذي لا يعرف أحداً تغيّر عليه بعد اختلافٍ على هدفٍ دنيوي، هذا كثير. بعد كتابتي للمقالة الماضية حول رأي الفيلسوف راسل لموضوع «الحسد» بوصفه عثرة في طريق السعادة، قرأتُ للفيلسوف جان جاك روسو مقاربة مختلفة عن رأي «راسل». إنها تتعلق بأصل الطبيعة البشرية. فإذا كان الفيلسوف «لوك» يرى في الإنسان «صفحة بيضاء» حتى تنتزعه التجارب الدنيوية، ويبدأ بتشكيل الأفكار، فإن «روسو» بعده سيأتي ليفصّل في أصل الطيبة البشرية وعلاقتها بالطبيعة.
«روسو» أقلقته مبكراً فكرة «التفاوت بين الناس»، نجومية روسو جعلت الملك جورج الثالث يهتمّ به حين حضر إلى مسرح «دروري» في لندن أكثر من اهتمامه بالمسرحية.
صدى حضوره حينها يشبه نجومية مغنٍ مشهورٍ للبوب في مكانٍ ما بوقتنا الحاضر كما يعبّر «نايجل واربرتون». «روسو» الذي زار لندن وأحدث ضجيجاً في مجيئه جاء بدعوةٍ من فيلسوف عبقري هو ديفيد هيوم. قلق روسو حول الطبيعة البشرية منشؤه «سلوك الأغنياء» المخزي في ذلك الوقت، مما جعل مقولته: «ولد الإنسان حراً وفي كل مكانٍ هو مكبّل» من أشهر مقولاته.
العقد الاجتماعي الذي أراده «روسو» لم يبنه على طريقة «هوبز» الذي انطلق من «أصالة الشر» في الطبيعة البشرية، بل يعتبر «روسو» الطبع البشري بأصله مبنياً على «الطيبة»، ولكن غيّرته الحضارة والانغماس في التدافع.
ولذلك ما يشكو منه البشر من أن المصالح تغيّر العلاقات هو أساسي في تفسير «روسو» للتحوّل من الطيبعة الأصلية للبشر، إلى الأذيّة، والتدافع، والتحاسد.
يعتبر «روسو» المخلوقات البشرية طيبة بالطبيعة. إذا ما تركت لحالها، وعاشت في غابة، فلن تحدث مشاكل كثيرة. لكن إذا عاشت خارج حالة الطبيعة ووضعت في المدن، فالأمور ستبدأ بالتدهور. سيكونون مهووسين بمحاولة السيطرة على الناس الآخرين وكسب اهتمامهم. لهذه المقاربة التنافسية للحياة آثار نفسية كارثية، كما أن اختراع المال يزيد الطين بلة. كان الحسد والطمع نتيجة للعيش معاً في المدن في حياة البرية، سيكون المتوحش النبيل في صحةٍ جيدة وقوي وفوق كل شيء حراً، لكن يبدو أن الحضارة تفسد المخلوقات البشرية. لكن ما العمل تجاه هذه الطبيعة المتمزقة للبشرية؟!

يجيب «واربرتون» على روسو، بأن إحساس روسو هذا تجاه حالة الطبيعة مرده لعدم تفاؤله بشأن وجود طريقة أحسن لتنظيم المجتمع، طريقة تسمح للأفراد بالازدهار وبتحقيق الذات، لكنها منسجمة مع رغبة الجميع لتحقيق هدفٍ عام مشترك.

«نيتشه» لاحقاً سيعتبر الإنسان المتفوّق لا يأبه لصغائر الأمور، وما كان «زرادشت» بالنسبة لنيتشه إلا حكيماً وهو يوصي بأن احتمال الناس لتجاوزك لهم لن يمرّ من دون احتمال الأذى، ما الذي تخسره حين يتحدثون عنك؟! أو ينشغلون بك؟! أو يفترون عليك؟!

أوصى «زرادشت»، وهو يحرّك النبع بعصاه بأن على الإنسان الحيّ احتمال ثغرات النفوس، لأنك لن تسير في درب التفوّق وحدك، بل يقول نيتشه: «سيلحقون بك نابحين».

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجومية «روسو» «كمغنٍ للبوب» نجومية «روسو» «كمغنٍ للبوب»



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 21:21 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 18:09 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 17:00 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 19:12 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:46 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 04:28 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:30 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 19:31 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 16:52 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 04:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 09:21 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الميزان

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon