حط إيدك ورا ضهرك

حط إيدك ورا ضهرك

حط إيدك ورا ضهرك

 عمان اليوم -

حط إيدك ورا ضهرك

سحر الجعارة
بقلم - سحر الجعارة

تدعو الأمم المتحدة إلى جعل الاستثمار فى منع العنف أولوية، وتحذر من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية فإن أكثر من 340 مليون امرأة وفتاة -أى 8 فى المائة من الإناث فى العالم- سيعشن فى فقر مدقع بحلول عام 2030.

ولا تزال الفجوة بين الجنسين فى السلطة والأدوار القيادية قائمة أيضاً، وإذا استمر التقدم بالوتيرة الحالية، فسوف يستغرق الأمر 286 عاماً أخرى للوصول إلى المساواة بين الجنسين فى الحياة العامة.

ودون استثمارات طموحة لتوسيع نطاق برامج الوقاية وتنفيذ سياسات فعالة وتوفير خدمات الدعم للتصدى للعنف ضد النساء والفتيات، ستفشل البلدان فى إنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعى بحلول عام 2030.

وعلى الرغم من الحاجة الملحة لجعل المساواة بين الجنسين أولوية، فإن البيانات المتعلقة بمدى التزام الدول بمواجهة ومنع العنف ضد النساء والفتيات لا تزال قليلة.

وقد أشرت فى مقالى السابق إلى جهود الدولة المصرية، وعلى رأسها الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، فى تمكين المرأة من مراكز صنع القرار ومساواتها بالرجل فى المواقع السياسية المختلفة.

مع تنفيذ شبكة حماية واسعة لتلبية حقوق المرأة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية: (مشروع حياة كريمة، تكافل وكرامة، 100 مليون صحة، نقل سكان العشوائيات إلى أماكن حضارية). هذا بالإضافة إلى «الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030».. التى تتلخص فى السعى إلى التأكيد على التزام مصر بحقوق المرأة ووضعها موضع التنفيذ وفقاً لما أقرته المواثيق الوطنية، وعلى رأسها دستور 2014، والاتفاقيات والمواثيق والإعلانات الدولية التى التزمت بها مصر.

كما تسعى الاستراتيجية إلى الاستجابة للاحتياجات الفعلية للمرأة المصرية، خاصة المقيمة فى ريف الوجه القبلى، والفقيرة، والمعيلة، والمسنة، والمعاقة، باعتبارهن الفئات الأوْلى بالرعاية، عند وضع الخطط التنموية من أجل توفير الحماية الكاملة لهن والاستفادة الكاملة من الطاقات والموارد البشرية والمادية لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص كما نص عليه الدستور.

لكن تظل كل هذه الجهود تواجه العراقيل، فتمكين المرأة لن يتم إلا بتغيير ثقافة المجتمع، لأن هذه الثقافة بها إرث ضخم من العنف الدينى نتيجة عام من حكم الإخوان وما سبقه وما تلاه من تجذر عدم قبول الآخر، خاصة فى المناطق النائية عن العاصمة.

فإذا توقفنا عند الخصوصية الاجتماعية والثقافية لمصر، والعادات والتقاليد التى تطغى فى أغلب الأحيان على القانون والدستور، سنجد أنها أصبحت تتسم بـ«شرعنة العنف» ضد النساء والتى تتخذ أشكالاً شاذة وغريبة.. وهو الملف «المسكوت عنه»، والذى يحاول البعض الفصل فيه بين ما ينتشر من فتاوى شاذة ضد المرأة وبين تزايد معدل العنف ضد المرأة.. فنحن قدمنا للعالم أشهر نماذج القهر والعنف ضد المرأة، بدءاً بفتوى «زواج الطفلة فى بطن أمها»، مروراً بكل فتاوى اضطهاد المرأة التى أباحت (نكاح المتوفاة وملك اليمين وضرب الزوجات.. إلخ)!.

وعلى رأس قائمة العنف ضد المرأة -بعد الضرب مباشرة- يأتى «الاغتصاب الزوجى»، فحتى لو كانت المرأة مريضة أو مكتئبة أو حاملاً فعليها أن تقدم «جسدها» للرجل، بصفتها متاعاً وملكية خاصة له أن يضربها أو يهجرها فى الفراش، وكل هذا باسم «الفقه» الذى توسّع فى منح الرجل صلاحيات «استعباد الأنثى» بتفسيرات شاذة انحرفت عن مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء.

(لما تكلم الست حط إيدك ورا ضهرك).. هذا العبارة التى تطوّق أعناقنا من الرئيس «السيسى» يواجهها فى المقابل ترسانة من الفتاوى المغلوطة فخلف كل ظاهرة عنف فى مجتمعنا ستجد «حصانة شرعية» وأبواقاً تفتى بأنها من الإسلام.. هذا هو تراث الجهل والرجعية وسلفنة المجتمع الذى يغذى العنف ضد المرأة.

omantoday

GMT 22:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 22:23 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 22:22 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 22:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 22:19 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حط إيدك ورا ضهرك حط إيدك ورا ضهرك



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

مسقط - عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 22:03 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 21:30 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab