مقاومة الانقسام

مقاومة الانقسام

مقاومة الانقسام

 عمان اليوم -

مقاومة الانقسام

بقلم:عمرو الشوبكي

السجال الذى دار هذا الأسبوع بين فتح وحماس فتح جراح الانقسام الفلسطينى، خاصة أنه جاء فى وقت مازال يسقط فيه عشرات الضحايا الفلسطينيين كل يوم بفعل العدوان الإسرائيلى على غزة. والحقيقة أن ملف الانقسام الفلسطينى كان إحدى أبرز نقاط الضعف فى أداء الفصائل الفلسطينية طوال الفترة السابقة على حرب غزة، وأن هذا الفصل بين إدارة غزة «الحمساوية» وإدارة الضفة الغربية «الفتحاوية» ساعد إسرائيل على التحجج بغياب شريك فلسطينى فى أى تسوية للصراع. والمؤكد أن الاحتلال هو المسؤول الأول عن إجهاض مسار أوسلو وحل الدولتين، وأنه أيضًا الذى يرتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطينى، إلا أن هذا لا يمنع ضرورة أن يتحمل الجانب الفلسطينى مسؤوليته ويجد حلًا لهذا الانقسام البغيض.

يقينًا مقاومة الاحتلال لن تكون فقط بصمود حماس فى غزة ولا صمود قوى المقاومة السلمية والمسلحة فى الضفة الغربية، إنما فى تقديم نموذج حقيقى للمقاومة بوحدة كل المدافعين عن الحق الفلسطينى وهدف بناء الدولة الفلسطينية، حتى لو اختلفوا فى الوسائل والأدوات.

لقد نجحت إسرائيل فى تحويل جانب من نضال الشعب الفلسطينى ومقاومته للاحتلال إلى «إرهاب إسلامى» بشكل يتناغم مع الموجة السائدة لدى تيار واسع من قادة العالم الغربى، فى حين عجزت الفصائل الفلسطينية أن تقدم نموذجًا جديدًا موحدًا قادرًا على أن يكون على مستوى التضحيات الجسام التى يدفعها الشعب الفلسطينى كل يوم فى غزة والضفة الغربية.

لم تنجح الفصائل الفلسطينية فى خلق وسائل جديدة للضغط على إسرائيل من أجل الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والانسحاب من الأراضى الفلسطينية المحتلة، بل دخلت فى مواجهات مسلحة بلغت ذروتها فى 2007 حين قامت حماس وحلفاؤها بالسيطرة على قطاع غزة بالقوة المسلحة، وانقسم الفلسطينيون بين الضفة وغزة، وبين فتح وحماس، وبين سلطة ومقاومة.

ومنذ ذلك التاريخ أضعف الانقسام الفلسطينى من قوة المفاوض الفلسطينى، وأيضًا من وزن الضغط الشعبى والمسلح على دولة الاحتلال، وأخذت إسرائيل من الانقسام السياسى والجغرافى، أى سيطرة حماس على غزة وفتح على الضفة الغربية، حجة لاستكمال سياستها الاستيطانية واستمرار الاحتلال، واختراق الأراضى الفلسطينية بعملاء ومأجورين، ووضعت آلاف المناضلين فى سجونها، خاصة الذين قادوا انتفاضه عام 2000، وعلى رأسهم مروان البرغوثى، وأصبحت طرفًا مؤثرًا داخل الساحة الفلسطينية نتيجة هذا الانقسام.

وجاءت عملية «طوفان الأقصى» لتعيد وضع القضية الفلسطينية كقضية أولى عالميًا وعربيًا، وصمدت حماس فى غزة بشجاعة وصلابة، ودفع الشعب الفلسطينى ضريبة باهظة نتيجة العدوان الإسرائيلى، ومع ذلك بقى الانقسام على حاله، بل عاد بقوة عقب حرب البيانات التى جرت هذا الأسبوع بين فتح وحماس.

مطلوب من كلا الفصيلين أن يعتبرا إنهاء الانقسام مقاومة كبرى فى وجه الاحتلال، وهو خطوة لابد منها من أجل الانعتاق من شروره.

omantoday

GMT 09:59 2024 السبت ,18 أيار / مايو

العناني واليونيسكو وترشيح صادف أهله

GMT 09:49 2024 السبت ,18 أيار / مايو

دعوة للإصلاح أم للفوضى؟

GMT 09:48 2024 السبت ,18 أيار / مايو

صلاح منتصر الغائب الحاضر

GMT 09:46 2024 السبت ,18 أيار / مايو

سمات التقدم

GMT 09:45 2024 السبت ,18 أيار / مايو

يفكرون ثم يفكرون ونحن نجوجل

GMT 07:06 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مورد محدود

GMT 07:03 2024 السبت ,18 أيار / مايو

نهاية مصارعة الثيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاومة الانقسام مقاومة الانقسام



اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

القاهرة - عمان اليوم

GMT 12:29 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
 عمان اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 14:30 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
 عمان اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 08:49 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجوزاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab